أو ثلاثة وفي سنة احدى وستين وجه له الوزير إسمعيل كافل حلب خطابة جامعه الذي أنشأه بمحلة ساحة بزه بعشرين عثمانياً ثم انحطت بعد موت الوزير المشار إليه إلى ثمانية عثامنة واستمر صاحب الترجمة يباشر امامة جامع الرضائية على الوجه المشروح إلى سنة خمس وسبعين فاعتراه الضعف الطبيعي والعجز عن المجئ إلى الجامع فوكل وكيلاً وانقطع في بيته يتلو كتاب الله تعالى ويقري من شاء أن يقرأ لا يغلق دون مستفيد باباً ولا يخرج إلا لي الصلاة في المسجد المجاور لبيته بمحلة قسطل الأكراد وقد امتدحه تلميذه الأديب أحمد الوراق الحلبي بقوله
دع عنك ذكر مهلب والطائي ... وأنزل بساحة مصقع الخطباء
ذي الفضل والجود اللذين عليهما ... دارت رحى المعروف والأسداء
من لم يزل يندي سحاب نواله ... يروى الظماة فما روا الوطفاء
والجهبذ الفرد الذي بعلومه ... ساد الرواة بسائر الأرجاء
وأمام من يتلو القرآن مرتلاً ... بفصيح نطق عز من تلاء
فكأن جل الله باري خلقه ... سواه من لطف الهوى والماء
وحباه كل مزية يختارها ... وأقامه علماً على الأهداء
حتى غدا وكأنه علم به ... نار أضاءت في دجى الظلماء
لا بل هو الشمس التي بضيائها ... ملأت فيا في حلقة الغبراء
أفديك يا من فيه أحجمت القرا ... ئح أن تخيل بعض وصف ثناء
ومكملاً يستعبد الأحرار بال ... انعام والاعطاء والاسداء
فأنا هو العبد الذي ما رق يو ... ماً للعتاق ولا انتمى لسواء
فأسلم ودم لي ما نحى ما ارتجى ... وابق المرجي في بني الشهباء
وكانت وفاة المترجم بحلب سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف.
[عمر الطرابلسي]
عمر بن عبد الحي الحنفي الطرابلسي نزيل قسطنطينية كان ذا فهم ثاقب ورأى صائب كثير الفنون حتى في المجون والمداعبة تفقه في بلدته طرابلس الشام على كبار علمائها وذهب إلى الديار الرومية فأدرك المراد والأمنية وسلك طريق الموالي بها وكان فاضلاً له شرح على الأربعين النووية سماه الدرر السنية له فيه عبارات رقيقة ولطائف اشارات دقيقة ثم إنه توجه لوطنه متقلداً قضاء بلدته طرابلس ثم إنه بعد تمام حكومته وافق عزله موته وكانت وفاته في سنة سبع وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.