للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث الأزاهر كللت تيجانها ... درر الندى فغدت لها تتفتق

وله غير ذلك من الأشعار الرائقة والترسلات الفائقة وكان فرداً من أفراد العلام فضلاً وذكاء ونبلاً لطيف المحاورة حسن المذاكرة ظريف النكتة والنادرة وبالجملة فأهل هذا البيت الطاهر المنسوبين إلى الأستاذ الأعظم الشيخ عبد القادر كلهم دراري اهتدا ودرر لطائف في كل ما خفي وبدا وصاحب الترجمة من جملتهم وكان وفاته مقتولاً شهيداً على يد قطاع الطريق فوق المعرة في شعبان سنة خمس وثمانين ومائة وألف ودفن خارجها رحمه الله تعالى

[يعقوب العفري]

ابن مصطفى الملقب بعفري على طريقة شعراء الفرس والروم الحنفي القسطنيطيني الجلوتي بالجيم أحد الشيوخ المشاهير بدار السلطنة العلية العالم العارف الماهر المشهور أخذ عن والده المعروف بضيائي الشهير وعن الشيخ عثمان خليفة الشيخ سلامي وتزوج بابنته وصار شيخاً في زواية الشيخ محمود الخدائي الكائنة باسكدار وكان يعظ في جامع الوالدة الكائن في اسكلة قسطنطينية عند باب اربستان أحد أبوابها وجمع صلوات شريفة وشرحها وله من الآثار رسائل أخر وأشعار وكانت وفاته بها في سنة تسع وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى

[يعقوب الهندي]

ابن يوسف الملقب بالهندي الحنفي الرومي الكاتب المشهور الماهر الكامل ولد ببلدة نيكدة وقدم قسطنطينية وأخذ بها الخط المنسوب وأنواعه عن يحيى الكاتب الرومي وحصل وأتقن الكتابة والخط المنسوب وتنافس الناس بخطوطه ودخل الحرم السلطاني وخم مدة ثمة ثم خرج على عادتهم بكتابة وقف علي باشا العتيق الكائن بدار السلطنة قسطنطينية المذكورة ثم رفعت عنه لأمر كان ولما ولي الوزارة العظمى الوزير علي باشا الشهيد جعله معلماً لخدامه وغلمانه وأعطاه كتابة وقف علي باشا المذكور وأرجعها إليه بموجب التوقيع السلطاني بعد أن أخذت عنه ولما جرى على الوزير المذكور ما جرى واستشهد في واقعة سفر النمجة سنة ثمان وعشرين ومائة وألف تعرض بعض الحساد لأذية المترجم وسعى بأخذ الكتابة المذكورة عنه فوليها غيره ولما رأى المترجم من الزمان ما كدر عيشه الصافي وبدل في فرحه بالترح خرج من قسطنطينية يسبر الأغوار والأماصر وقدم البلاد الشامية وارتحل منها للحجازية والمصرية واستقام مدة بهذه الأقطار ورأيت من خطه آثار حسنة الوضع والكتابة والبعض منها عندي وذكر أنه كتبها بدمشق سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>