والحسد والرياء ومخالطة أهل الدنيا ودروسه من محاسن الدروس يجري فيها بعبارة فصيحة واستحضار تام وحافظة قوية وله كرامات ومكاشفات ولم يزل على طريقته المثلى وحالته المرضية إلى أن مات وكانت وفاته في صبيحة يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادي الأولى سنة تسع ومائة وألف فجأة بعد أن خرج من الحمام واستلقى على قفاه في فراشه وتشهد وخرجت روحه ودفن عند سلفه بتربة الشيخ أرسلان وكثر بكاء الناس عليه وأسفهم رحمة الله عليه.
[عبد الكريم السمهودي]
عبد الكريم بن السيد عمر السمهودي المدني الشافعي الشيخ الفاضل الصالح البارع عز الدين ولد بالمدينة المنورة سنة ثمان ومائة وألف ونشأ بها وحفظ القرآن العظيم وقرأ على أبيه السيد عمر وغيره جملة صالحة وصار أحد الخطباء والأئمة بالمسجد الشريف النبوي وبالجملة فهذا المترجم من بيت الصلاح والتقوى الشهيرين بذلك ولم يزل على طريقته المثلى إلى أن توفي وكانت وفاته بالمدينة المنورة سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف بتقديم التاء ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى.
[عبد الكريم الداغستاني]
عبد الكريم بن عبد الرحيم بن إسمعيل بن محمد بن محمود الطاغستاني المولد والشهره نزيل دمشق الشافعي الشيخ الفاضل العالم العامل الصالح ولد في أواخر سنة خمس وعشرين ومائة وألف وتلا القرآن العظيم وأخذ في طلب العلم وقرأ في بلادهم النحو والصرف على ابن خاله علي بن صادق الطاغستاني وقرأ حصة من المنطق على المحقق أبي الصبر أيوب الطاغستاني ثم في سنة سبع وأربعين ومائة وألف خرج من بلده مع أهله بسبب فتنة طهماز الشهيرة وجاء إلى ديار بكر وقرأ بها تصورات المنطق على العلامة عبد الكريم الديار بكري ثم في أواخر سنة ثمان وأربعين بعد المائة والألف قدم دمشق وتوطنها وقرأ بها على ابن خاله المقدم ذكره جملة من العلوم كالمعاني والبيان والأصلين والمنطق وقرأ الآلهيات من شرح المواقف على الشهاب محمود بن عباس الكردي وقرأ أوائل صحيح البخاري على الفاضل محمد بن أحمد قولقسز وأخذ الفقه وشيئاً من علم الحديث عن العلامة الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري المفتي وقرأ الشمائل للترمذي على العالم حامد ابن علي العمادي مفتي دمشق وحضر دروس الفقه وجمع للسبعة من طريق الشاطبية على الفقيه علي بن أحمد الكزبري وحج مرتين وأجاز له من المدينة