واسقني يا حياة روحي وسري ... وامزجنها بريقك المأنوس
بين زهر الرياض في خير أنس ... هازم جيشه جيوش العبوس
خمر أنس وخمر صفو وقرب ... لا خمور الهوى وخمر الخسيس
خمرة قد شطحت مذ ذقت منها ... وبها قد كفيت كل العكوس
خمرة أطلقت قيود رسومي ... صار منها الفؤاد ذا تقديس
خمرة الاتحاد أكرم بخمر ... نور كأساتها يزحزح بوسي
غبت عني بها فدعني أغني ... إن في ذا المقام حطيت عيسى
صاح إني من سكرتي غير صاح ... فعلام الملام للعيد روس
صاح إن شئت أن تهني بأعلى ... معنوي الجمال والمحسوس
لا زمن خمرتي ودونك حاني ... واغطسن في الهوى كمثل غطوسي
آخر القول لم ينل كأس خمري ... غير من كان لابساً ملبوسي
وعلى جدنا الرسول صلاة ... من آله مهيمن قدوس
وله غير ذلك من النظم الباهر وبالجملة فقد كان نادرة عصره وفريد دهره وكانت وفاته بمصر سنة اثنين وتسعين ومائة وألف ودفن بها قدس الله سره.
[عبد الرحمن العادي]
عبد الرحمن العادي الحلبي الشافعي الشيخ الأديب الفاضل المتفوق المعمر العلم استفاد من الجهابذة وأفاد والحق الأحفاد بالأجداد وله شعر لطيف منه قوله
أما أنا فكما عهدت ... فكيف أنت وكيف حالك
يمسي حديثك في فمي ... ويبيت في عيني خيالك
وكانت وفاته في سنة ثمان وعشرين ومائة وألف ودفن بحلب الشهباء رحمه الله تعالى.
[عبد الرحمن المولوي]
عبد الرحمن الرومي القونوي نزيل دمشق شيخ تكية المولوية بها الشيخ العارف الدين الصالح الفاضل المرشد التقي كان صاحب دراية وفضل مع اتقان الفارسية وحل كلام القوم من مجلس رجال هذا الطريق وله هيبة ووقار مبجلاً بين الناس ومحترماً ذا سكون ونجاح وكمال قدم دمشق واستوطنها وصار شيخ الطريقة المولوية في تكيتهم بدمشق الكائنة بالقرب من جامع تنكز واستقام إلى أن مات وهو محبوب مرغوب للخاص والعام مرفوع القدر والشأن وكان يعظ في التكية ويخل كلام كتاب المثنوي وغيره وكان الاستاذ الشيخ عبد الغني يوده ويجله لما جبل