للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فيض الله الحجازي]

ابن عبد الحق المعروف كأسلافه بالحجازي الشافعي الدمشقي قاني الشافعية الشيخ الفقيه الصالح استقام قاضياً مدة سنين مراجعاً بالأحكام الشرعية وكانت وفاته في رجب سنة ست وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.

[فيض الله الأخسخوي]

ابن محمد الأخسخوي الرومي الدفتري بدمشق وأحد رؤساء الكتاب في الدولة المعبر عنهم بالخواجكان خدم في أوائل أمره الوزير أحمد باشا المتوفي بمصر وكان أتقن الكتابة والانشاء في التركية وصار خازنه ثم لما عين الوزير المذكور إلى نظام جزيرة قبرس وإزالة العصاة من رعاياها وأهاليها وظفر بهم وقتل من قتل أرسل من طرفه المترجم برؤس القتلى على عادة الدولة فحصل للدولة السرور وأعطى رتبة الخواجكان وهي معتبرة بين رؤساء الكتاب ثم لم يزل مستخدماً عند الوزير المذكور حتى توفي فارتحل إلى القسطنطينية وقطن بها مدة ثم لما صدر من طرف أمير مصر الأمير علي والأمير محمد أبي الذهب ما صدر في دمشق ونواحيها وأظهر العصيان الشيخ ظاهر بن عمر الزيداني الصفدي حاكم عكا وأرسلت الأوامر السلطانية وعين من طرف الدولة الوزير عثمان باشا الوكيل رئيساً على العساكر والوزراء والأمراء المأمورين في السفر بذلك أرسل المترجم دفترياً في المعسكر السلطاني بدمشق ولما انقضت تلك الفتنة وخمدت نارها بوفاة الأمير علي والشيخ ظاهر وأبي الذهب عاد لطرف الدولة وفي سنة تسع وثمانين ومائة وألف قدم لدمشق دفترياً بها وعزل عن المنصب المذكور محمد بن حسين بن فروخ الدفتري ثم لم تطل مدة سلفه ومات واستولى على داره ومتعلقاته وتركته بما اقتضاه رأيه لوفاته عن غير ولد وذهبت تركة المتوفي المذكور وتخاطفتها أيدي ذوي الشوكة إذ ذاك ثم كبر جأش المترجم وتعرض للمخالطة في الأمور وأحدث القلمية بالأمر السلطاني التي تؤخذ من أرباب المالكانات والاقطاعات العثمانية وكانت مرفوعة بالأمر السلطاني من سنة ثلاثين ومائة وألف وسوعد في اجرائها ثم إنه تصدى لمعارضة الرؤساء والأعيان بدمشق حتى توصل لحاكمها وكافلها أمير الحج الشامي الوزير محمد باشا ابن العظم ثم عزل عن منصبه وصار مصطفى بن علي الحموي دفترياً من طرف الدولة ولم تطل مدته ومات دفترياً وكان المترجم ارتحل لقسطنطينية بعد عزله وتولى المنصب المذكور قبل وفاة الحموي فصادف موته عزله وجاء المترجم بالأمر السلطاني لحاكم البلدة محمد باشا المذكور من طرف الدولة بتقرير منصبه ثم بعد دخوله بأيام ارتحل على العادة الوزير المذكور لطرف القدس حاكماً مكانه في غيبته فظهرت منه أشياء غير محمودة يرجع غالبها للأنفة والشدة حتى إنه وقع بينه إذ ذاك وبين المولى محمد طاهر بن محمود

<<  <  ج: ص:  >  >>