للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى ذوت أفنان صبري به ... وحركت غصن التياعي نواه

خلعت سلواني على لائمي ... ولم أعر سمعي لتلك الوشاه

فان نأى فالقلب في أثره ... وان دنا كلى عيون تراه

أبيت والآمال قد أكحلت ... عيون وجدي أسفاً بانتباه

لولا النوى جارت وصبري انقضى ... ما بحت بالشكوى ولا قلت آه

وله

عجبت لهذا الدهر كيف انقلابه ... بأطوار ذي حزن وحالات جذلان

فإن أمس مسروراً أبيت بأزمة ... وإن راق لي يوماً تكدر بالثاني

ومن نثره قوله المولى المشار غيه خلد الله أنواع السعادة عليه ولا برحت حياض فضائله متدفقه ورياض مساعيه بأنواع المحامد مورقة ما أخضل بمديحه يراع فأزهر بروائع الأبداع المعروض أثر رفع الأكف بالدعاء المفروض ونشر ألوية الثناء على فنن تلك الموارد الحسناء هو أن ترادف الأمطار من أجفان كل ديمة منعت هذا العبد عن التمتع بتقبيل تلك الأيادي الكريمة وحبستني حبس الغريم وألزمتني العزلة عن كل صديق وحميم غير اني مما يجلب الأنس من البيضاء والصفراء فارغ الأكف ملئ الأواني والأماكن من النق والدلف انتقل في كنى من زاوية إلى زاوية تنقل الخط من مركز الدائرة إلى احاطة متساوية فالمرجو ممن اخاطبه عز مقامه وجانبه ان يدفع عن هذا الداعي حرارة السوداء بشيء من البيضاء والصفراء وله الفضل في الدنيا والجزاء في الأخرى وان لا يرجع رسولي بخفي حنين عبوس الوجه صفر اليدين.

ولا برحت كفاك يا ملجأ الورى تفك ذوي الأيسار من قبضة العسر وله غير ذلك من النظم والنثر وكانت وفاته بدمشق في يوم الأربعاء رابع عشر جمادي الثانية سنة سبع وأربعين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح ورؤي بعد وفاته بخطه هذان البيتان تاريخاً له وهما قوله

جد الهي على محمد سعدي ... ذاك يحثي بتوبة يا حميدا

منك بالفضل بعد تحقيق سعدي ... أرخوا طالب ختاماً حميدا

[السيد سعدي بن حمزة]

السيد سعيد بن السيد عبد الرحمن بن السيد محمد الحسيني الحنفي الدمشقي

<<  <  ج: ص:  >  >>