يختم به لعجزه عن الكتابة فقال له المقربون والوزير الأعظم يا سيدنا ان المولى أسعد الايراني للآخرة أقرب وتعطلت امور الدولة وضاجت ذوو الحاجات وأرباب المطالب والصرار على ابقائه في المنصب مضر للدولة ويحصل منه تنكر والأمر اليك فقال لا بد أن أسأل عنه رئيس الأطباء فإنه أن أخبرني بما ذكرتموه أعزله ولما حضر بين يديه رئيس الأطبا سأله عن مرضه وعلته وحاله وأخبره بضعفه وأنه للآخرة أقرب ولا ينتج من دائه فرسم بعزله وأحضر قاضي عسكر روم ايلي المولى شريف ابن شيخ الاسلام المولى أسعد ابن شيخ الاسلام المولى إسماعيل بن إبراهيم المفتي ألبسه خلعة مشيخة الاسم البيضا وهي فروج من الجوخ الأبيض حشوها السمور الأسود لا يلبسها الا شيخ الاسلام المنصوب وكان ذلك في اليوم السادس والعشرين من جمادي الثانية سنة اثنين وتسعين ومائة وألف ثم لم يلبث الا ستة أيام ومات في ثاني رجب من السنة وصلى عليه في جامع أبي الفتح السلطان محمد خان مجمع حافل حضره ما عدا السلطان جميع الوزراء وقضاة العساكر والرؤساء والأعيان ودفن عند والده في مقبرة أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه خارج قسطنطينية وقبره معروف رحمه الله تعالى.
[الشيخ أسعد المجلد]
أسعد بن عبد الرحمن بن محي الدين بن سليمان الشهير بالمجلد لكون والده في مبدأ أمر كان مشتغلاً بتجليد الكتب الحنفي السليمي الدمشقي ولي الله تعالى بلا تراع العالم العابد الزاهد الورع الفاضل الشيخ الأجل كان صواماً قواماً محافظاً على العبادات والطاعات ولد بدمشق في سنة سبع وتسعين وألف ونشأ بها في كنف والده وطلب العلم على جماعة بعد أن تأهل منهم العلامة والده قرأ عليه في النحو والصرف والفقه ومصطلح الحديث ومنهم الشيخ أبو المواهب الحنبلي والشيخ عبد القادر التغلبي وأعاد دروس الشيخ صالح الجنيني في يوم الجمعة تجاه النبي الحضور يحيى عليه السلام وكان يقرئ بالجامع الأموي تجاه سيدي يحيى عند محراب المالكية ويعظ بعد المغرب تجاهه ودرس بالمدرسة العادلية الصغرى وبالمدرسة الجمالية بصالحية دمشق وأنتفع به جماعة من الطلبة وما قرأ عليه أحد الا وصار له الفتوح ببركة خلوصه وكان ملازماً للديانة والصيانة ونشر العلم والانزواء عن الناس وشرف النفس وعدم التردد إلى أهل الدنيا ولما صارت الزنزانة العظمى بدمشق ونواحيها في سنة ثلاث