الشاذلية عن سيدي محمد التهامي رآه العلامة عيسى البراوي في عرفات حين حج مع أنه لم يخرج من مصر وله غير ذلك من الكرامات التي لا تعدو كانت وفاته سنة اثنين وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة المجاورين وقبره يقصد للزيارات لقضاء الحاجات رحمه الله تعالى.
[عبد الوهاب الدمشقي]
عبد الوهاب بن مصطفى بن إبراهيم بن محمد الحنفي الدمشقي نزيل قسطنطينية الشيخ الفاضل الماهر الأديب البارع كان له مهارة بالعلوم وألف رسائل كثيرة وكانت له مداعبة ومجون مع حدة اللسان وهو من تلاميذ وأتباع الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي فلذلك كان مشتهراً بتلميذ الشيخ عبد الغني وكانت استقامته في اسلامبول في مدرسة الوزير علي باشا المعروف بالجورلي وكانت أبناء دمشق وغيرها تجتمع عنده على مذاكرة ومداعبة ورأيت له من النظم أبياتاً أجاب بها الفاضل الأديب السيد محمد العطار الدمشقي عن لغز نظمه وأرسله إلى العلامة الشيخ إبراهيم الحلبي والأبيات قوله
أيا فاضلاً حاز البراعة بالقلب ... وصاغ فنوناً في البلاغة كالقلب
وفاق بنظم الشعر سحبان وائل ... وقس أياد في القريض على القرب
نظمت عقود الدر في سمط رقة ... وقلدتها جيد الخرائد من عرب
ولا عجب إذ أنت في الفضل سيد ... كجدك ذي التحقيق في الشرق والغرب
أتيت بلاد الروم ضيفاً وطارقاً ... من الشام من أرض مقدسة الترب
تروم لنيل العز من دولة علت ... برفع منار العلم والشرع كالشهب
أدام لها المولى نظام كمالها ... وأيد سلطاناً بها مصطفى ربي
سألت عن اسم قد لغزت حروفه ... ثلاثاً تروم الجبر للكسر في القلب
وعن مشكل لا يهتدي لمثاله ... أولوا اللب في فن الحساب وفي الطب
ورابعها تربح بتصحيف ما بقي ... وصفها لباقيه تراح من الكرب
وأوله حرف بأحمد عدة ... وطه رسول الله في الحمد قد نبي
وثانيه باسم الله جل جلاله ... تقدس رحمانا تبارك من رب
وتصحيفه زاد الوحوش بحبه ... ومطبوخه للناس في سورة اللهب
وأيضاً فمال في الوصية قد أتى ... بقرآننا السامي على سائر الكتب
ومعنى حديث للنبي كما به ... سرور وبشرى إذ مضارعه ينبي
وأوله أخربه الشمس تنزوي ... وخنسها أيضاً تسير كما السحب