مع تدريس السليمة في الصالحية وسبب عود الخطابة اليهم كون ولد سليمان المحاسني المذكور وهو أحمد المحاسني رحل إلى الروم ونزل في دار شيخ الاسلام المولى عطاء الله وكأنت بينهما محبة أكيدة وشكى حالهم إليه قال له ان الخطابة والتدريس من قديم الزمان على بني محاسن والآن توجهت الخطابة للشيخ مصطفى الاسطواني والتدريس للشيخ عبد الغني النابلسي وكان شيخ الاسلام المذكور بينه وبين الشيخ عبد الغني النابلسي اغبرار خاطر لكونه لما ورد قاضياً إلى دمشق صار بينهما مباحثة طويلة في شرب النتن وكيفية حكمه وكان شيخ الاسلام ممن يحرمه كبعض علماء الروم المتورعين وينكر على الاستاذ لشرب ذلك فحين بلغ الاستاذ ذلك ألف رسالة فيه وسماها السيف المضي في عنق عطاء الله القاضي فلما اطلع المذكور على ما أبداه المحاسني أحمد وجه التدريس والخطابة لولده المار ذكره وأرسلهما إليه وجاء الخبر إلى دمشق في رجب من السنة المذكورة ثم ان تدريس السليمية رجع بعد أيام قلائل للشيخ النابلسي والخطابة استقامت على المحاسني إلى أن مات وذلك في سنة خمس وثلاثين ومائة وألف ثم بعده لأولاده ثم بعدهم الآن على أولادهم.
[القاضي أسعد الوفائي]
أسعد بن عبد الحافظ بن إبراهيم الوفائي الحنبلي الدمشقي قاضي الحنابلة بدمشق الشيخ الفقيه الفاضل الكامل حافظ الدين كان قاضياً مراجعاً في الأحكام الشرعية الموافقة لمذهبه مستقيماً على حالته إلى أن مات وكأنت وفاته سنة خمس وخمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[إسماعيل الإيجي]
إسماعيل بن عثمان بن أسد الحنفي الدمشقي المعروف بالايجي كان يتولى نيابة الحكم بمحكمة الباب والقسمة العسكرية وغيرهما وله معرفة بالفقه والمسائل الشرعية قتله قطاع الطريق بين قرية قطنا وقرية عرطوز عائداً من قطنا إلى دمشق وكان ذلك يوم الثلاثاء سادس عشري ذي الحجة سنة سبع ومائة وألف والايجي نسبة إلى ايج بالجيم الفارسية قرية من بلاد الفرس.
[إسماعيل الرومي]
إسماعيل بن عبد الله الرومي الأصل والشهرة الحنفي المدني الشيخ المحقق المدقق المحدث أبو الفدا عماد الدين أخذ عن الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي حين قدم