محمد من له في كل مرتبة ... شماء رسم وآيات وآثار
مصباح فضل لذا تهدي الأنام به ... كأنه علم في رأسه نار
بدر أضاءت به الأكناف وابتهجت ... ففي مسالكها نور وأنوار
كتربه الدر مرفوع المنار وكم ... تنويره قد أنارت منه أبصار
لأنه الصدر قد عمت هدايته ... وفي وقايته كم عمرت دار
ذخيرة كم حوت في العلم من درر ... وقنية الفضل لا تبر ودينار
تاري الهداية لا الاشباه تشبهه ... سل الفصول فما في الفضل انكار
خلاصة الحق قد سارت فوائده ... عماد من لا له كهف وأنصار
فذاك جوهرة الدنيا وخيرتها ... معين من ساءه الداني والجار
بحر فما النهر الا من جد أوله ... فاشرب من البحر ان ساءتك أنهار
خير النبيين كهف المستجير إذا ... أولو الجهالة في أفعالهم جاروا
هو الملاذ لمن وافاه منزعجاً ... من حادث فوقه حمل وقنطار
لذاك لذت به من حادث نشبت ... في الجلد منه مخاليب وأظفار
خلص فديتك جلدي من مخالبه ... واستر علي فان الله ستار
وارفع بحقك هذا الخطب ان له ... في القلب ناراً وفي جسمي له نار
أزكى الصلاة على قبر حللت به ... فكم به حل آيات وأسرار
ثم اسلام على دار حللت بها ... هنيت بالمصطفى المختار يا دار
[حسين المرادي]
حسين بن محمد بن محمد مراد بن علي بن دود بن كمال الدين صالح بن محمد بن عمر بن شعيب بن هود وينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحسيني البخاري المحتد الدمشقي المولد الحنفي المرادي أبو علي نظام الدين عمي شقيق والدي السيد الشريف المولى السميدع الحلاحل الغطريف الصدر الكبير والعماد الشهير الرئيس النبيل النبيه الفاضل الأديب الصوفي الأصيل الكامل الصالح التقي النقي مفتي الحنفية بدمشق وقطبها الذي عليه مدار أمورها والحرم الذي يأوي إليه الجمع من كبيرها وصغيرها ولد بدمشق سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف وقرأ القرآن العظيم وأخذ فنون العلم وقرأ على جماعة منهم والده محمد بهاء الدين رضي الله عنه وألبسه الخرقة وأجاز له بالطريقة النقشبندية وسائر الطرق السنية ولقنه الذكر ورباه وأحسن تربيته وكان يقربه ويدنيه وأنتفع بدعواته ونفحاته وأنظاره وقرأ على والد زوجته أبي النجاح أحمد شهاب الدين المنيني وأبي البركات مصطفى بن محمد بن رحمة الله الأيوبي