وثمة أراء بنجح حوافظ ... تسدد من أطراف سمر سوالب
تقلم أظفار المكارم تارة ... وتمسح طوراً عن وجوه المطالب
من القوم يثني نحو سدة مجدهم ... عنان القوافي والثنا المتراكب
وان كثروا احصوها بفضل بيانهم ... على ذلك التدوير زهر الكواكب
كأني وقد أسجيته المدح ريطة ... ثنيت على عطفيه حلة كاعب
أحييه بالمدح الذي فاح نشره ... وأودعه قلباً نزوع المآرب
ولي أمل أرجو به طول عمره ... يجدد ما أبلته أيدي الحقائب
فلا زال يبقى للأنام يفيدهم ... علوماً كحد الماضيات القواضب
وكأنت وفاة المترجم في قسطنطينية في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر رجب سنة أربع وعشرين ومائة وألف ودفن خارج باب أدرنة وفي حصر أثاره واستقصائها تجأوز الحد وكمال التطويل رحمه الله تعالى.
[أحمد السابق]
أحمد بن محمد بن علي بن عبد القادر العراقي الحدادي المعروف بالسابق الدمشقي الشافعي الشيخ الصالح الفاضل الأديب اللوذعي الأريب الصوفي كان ممن كرع من حوض العلوم وتفيأ ظلال الكمال والأدب الكامل وله أشعار كثيرة وترجمة الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه أحد من جال في ميدان هذا الطابق وجرى في حلبة رهانه فكان هو السابق شرع في طلب الكمال فنال المرام وقال في صوته النوم على الأجفان حرام وجد وما قصر وطمع وربما أبصر وله أشعار أكثرها على لسان القوم قد عام في مداركها أي عوم رأيته وبياضه بالكتم مكتوم راضياً من الزمن بالأمر المحتوم الا أن نكته العذب المساغ بل الذهب الذي هو للأجياد مصاغ وقد أثبت من شعره اللامع ما يطرب به المنشد السامع أنتهى مقاله وأجار له الشيخ مصطفى السواري شيخ المحيا بدمشق بعد أن قرأ عليه الفقه وأصوله وله من التأليف مختصر الاتقان للسيوطي ومن شعره قوله من بحر السلسلة
من عرك بالصد للمحب وأغراك ... ترمى بسهام عن اللواحظ سفاك
يا ظبي كناسي ويا خلاصة ناسي ... كم عهدي تنسى وليس قلبي ينساك
يا نعم جليس ويا أعز أنيس ... لا عاش عزول على تلاقي ولاك
يا سالب لبي ويا حشاشة قلبي ... ما لكشف كربي بطيب ساعة لقياك
لقياك مرامي وفيك زاد هيامي ... ارحم لسقامي ودع لعاذل ينهاك