للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مخجل البان بقدّ لقد ... بان اصطباري فيك والوجد ثار

وقد جرى دمعي مما جرى ... عليّ في حبك والعقل حار

يا مفرداً جامع شمل البها ... الشعر ليل والمحيا نهار

والجفن مكحول روى أنني ... قتلت فيه فالحذار الحذار

واللحظ والحاجب ثم اللمى ... نبل وقوس وشراب عقار

ومنها

والخال فوق الخد قد عمه ... حسن إذا شاهده البدر قد غار

ومنها

فأي بال غير بال به ... واللحظ فتاك حكى ذا الفقار

أفديه ذا جيد وذا الفتة ... قد صير الغزلان تأوى القفار

قلت حبيبي كف كف النوى ... عني فمالي في هواك اصطبار

ومنها

ولم أجد لي من ملاذ سوى ... محمد بهجة أوج الفخار

الماجد المنجد سامي الذرى ... حامي الورى ممن لجا واستجار

مولاي كنز العلم كشافه ... حاوي الفتوحات سميّ المنار

لا عيب فيه غير بذل الندى ... فيا أخا الفقر إليه البدار

في الجود ما معن وما حاتم ... والبأس ما عنتر ما ذو الخمار

تكاملت أوصاف أخلاقه ... فذكره فاح وفاق العرار

لا زال ممدود الأيادي وفي ال ... يمين يمن واليسار اليسار

وبالجملة فقد كان المترجم من أفراد الدهر علماً وفضلاً وعفة وقرأ على الشيخ إسمعيل الموصلي الشهير بابن أبي جحش وعلى غيره من العلماء وكانت وفاته بالموصل سنة خمس وأربعين ومائة وألف في حياة أبيه وله من العمر ثلاث وثلاثون سنة فقرحت عليه الجفون وجرت لفقده العيون ودفن في جامعهم المعروف بالموصل رحمه الله تعالى.

[محمد بن كوجك علي]

الحلبي صدر أعيان حلب ورؤسائها كان أحد القبوجي باشيه بالباب السلطاني بارعاً ناظماً ناثراً جبلته ذلك بالألسن الثلاثة العربي والفارسي والتركي ولد في رمضان سنة ثلاث عشرة ومائة وألف وأخذ عن عثمان أفندي الشا بياض وغيره وكان له صلاح واشتغال بالعبادة ومن شعره العربي قوله

شادن يسلب العقول بطرف ... وبخدّ كروضة الأزهار

<<  <  ج: ص:  >  >>