المعروف بفتحي الحلبي نزيل قسطنطينية الشاعر الكاتب الفائق ولد بحلب وذهب إلى الروم إلى قسطنطينية دار الملك والخلافة ووصل إليها ودخل في زمرة كتاب ديوان السلطان وبعد مدة انتسب إلى الصدر الأعظم الوزير علي باشا المعروف بالعربجي وصار مكتوبجيه والوزير المذكور كان وزيراً شديد البأس حاد المزاج وقتل بأمر سلطاني في جزيرة قبرس في سادس عشر شعبان سنة أربع عشرة ومائة وألف والمترجم كان له شعر حسن بالتركي رأيت منه شيئاً قليلاً وكانت وفاته في أواخر سنة ست ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[فخري أفندي الموصلي]
ترجمه بعض أفاضل الموصل فقال أخذ أزمة الأدب وعلا على متونها وعلق قناديل فوائد الحواشي على شروح الكمالات ومتونها طلع طلوع الهلال وأنار وأشرق بكماله الليل والنهار رقي على أوج الفضائل وحل بناديها وحل عقود مقاصد البلاغة ومباديها فهو صاحب الشرف القديم والكمال الجسيم الذي أنارت به نجوم المعاني وشموسها وسلمته أرواحها ودانت له نفوسها فغلب جهابذة الكلام ببلاغته وفاقها وسما ناظمين درر أفاويق المعاني ونساقها وربما كان يتعاطى الشعر والانشاء بالتركية والفارسية وله شعر جامع في الكتب والمجامع انتهى وكان صاحب الترجمة بارعاً في اللوم العقلية والنقلية وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[السيد فضل الله البهنسي]
ابن أحمد بن عثمان بن محمد المعروف بالبهنسي الحنفي الشريف لأمه الدمشقي كان له اطلاع في الأدب ومعرفة بالأمور الشرعية مجاناً حسن الأخلاق طارح التكلف حمولاً له نكت ونوادر ولد في دمشق كما أخبرني في غرة شوال سنة سبع وعشرين ومائة وألف ونشأ بها وقرأ الفقه على الشيخ صالح الجنيني ثم على الشيخ موسى المحاسني وقرأ على الشيخ أحمد التدمري الطرابلسي نزيل دمشق وكذلك قرأ على الشيخ محمد بن حمدان الدمشقي وصار يتولى نيابات الحكم في دمشق ويعامل أهالي قرى الغوطة ويتصدى للوكالات في المخاصمات ووقع في أمور بسبب ذلك وكان صاحب ثروة ومال لكنه يغلب على نفسه الشيخ والبخل وبالجملة فقد عارك الدهر وصبر على الكدر والصفا ولم يزل يتقلب بالأحوال متكدراً بين قيل وقال إلى أن مات وكنت أميل إلى نوادره وهزلياته المضحكة وكان بينه وبين قريبه ونسيبه الشيخ عبد الرزاق البهنسي مواحشة باطنية وكل منهما