للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول إن الآخر ليس من بني البهنسي ولم يزالا بين يخاصم وقيل وقال إلى أن ماتا ومما اتفق إن السيد عبد الرزاق المذكور صنع أبياتاً ذكر فيها اسم صاحب الترجمة وكان المترجم قد اشتهر اسمه بين الناس بالسيد فضلي فذكره السيد عبد الرزاق في أبياته بهذا الاسم لكن لم يصرح بهذا الاسم وانما ذكره بطريق الألغاز والرمز ثم شيع الأبيات إلى مجلس كان يحضره الأديب الفاضل السيد عبد الحليم اللوجي الدمشقي فلما وقف على الأبيات لم يظهر له في بادي الرأي مراد السيد عبد الرزاق في ألغازه اسم المترجم لبعد قرائن الكلام عن الدلالة على المراد فبلغ الناظم ذلك فقال ما معناه إن رمزه يدق عن فهم اللوجي وأمثاله فلما بلغ اللوجي ذلك كتب للناظم أبياتاً جرت فيها تورية لطيفة في اسم السيد فضلي المترجم مع التنويه بقدره والتبكيت على الناظم السيد عبد الرزاق فقال أعني اللوجي من جملة أبيات يخاطب بها السيد عبد الرزاق

زعمت إني لحل الرموز لست بأهل ... وإن مرماك شيء

يدق عن فهم مثليما كان ذاك ولكنحجدت مقدار فضلي

فلما وقف السيد عبد الرزاق على الأبيات استلطف هذه التورية التي وقعت في اسم فضلي واعتذر إلى اللوجي عما كان منه وبالجملة فإن المترجم كان سليم الباطن والسيد عبد الرزاق كان بخلافه وقد أطلعني المترجم على ديوان له يحتوي على نظمه وغالبه هجو وهزل ولا بأس أن نورد له هنا شيئاً من ذلك فمنه قوله وكان يكتب في امضائه أحمد فضل الله فاعترض عليه بعض الناس فقال

ومعترض جهلاً بغير تأمّل ... مسئ علينا قد حوى غاية الجهل

يقول لماذا قد سميت بأحمد ... واسمك فضل الله قل لي عن الأصل

فقلت له قد خصني بعض فضله ... فقابلته بالحمد شكراً على الفضل

وله من أبيات مطلعها

إن حبي طول المدى لا يزول ... وسهادي ذاك السهاد الطويل

وغرامي يزداد في كل يوم ... لست عنه طول الزمان أحول

قد سقاني الزمان كأس صدود ... زاد جسمي الضناء وهو نحول

يا أهيل الغرام إن هيامي ... يومه بالفراق يوم جليل

كلما عنّ ذكرهم في ضميري ... سال طرفي بالدمع وهو همول

كم لنا وقفة بقرب حماها ... حيث عنها في الدهر عز الوصول

إن عقلي مذ سار عيس المطايا ... ضاع مني وتاه عنه الدليل

وتصابي بعد الكمال وأضحى ... في انتقاص وقد براه النجول

<<  <  ج: ص:  >  >>