السيد ذئب بن خليل الحسيني الشهير بابن المعلى الشافعي الدمشقي الشيخ المقري الحافظ لكتاب الله تعالى المجود المرتل المعتقد المعمر الصالح العابد الزاهد كان له القدم الرأسخ في الصلاح ولد بدمشق تقريباً بعد الثمانين وألف وقرأ القرآن العظيم وحفظه عن ظهر قلب وأخذ القراآت عن الشيخ محمد أبي المواهب الحنبلي الدمشقي وعن البرهان إبراهيم الغزنوي الحافظ وغيرهما من الأئمة وكان يقرئ أولاً في مقصورة الجامع الشريف الأموي ثم تحول إلى المدرسة النحاسية الكائنة خارج دمشق بمقبرة مرج الدحداح وأخذ عنه الجم الغفير وجأوز من العمر نيفاً وتسعين سنة وكان دأبه تلأوة الكتاب العزيز ليلاً ونهاراً مع الانقطاع عن الخلق وكان يذهب إلى المدرسة المرقومة كل يوم من الجامع الأموي بعد صلاة اليمانية فانه كان اماما بها ويبقى فيها منعكفاً على الافادة والاقراء إلى قبيل الغروب وبعده يجئ إلى الجامع الأموي ويصلي المغرب اماماً ويقرأ أوراده ثم يجلس في درس العلامة علي بن أحمد الكزبري وبعد وفاته صار يحضر دروس ابن اخته الشيخ عبد الرحمن الكزبري ثم بعد صلاة العشاء يذهب إلى داره في دخلة المدرسة الصادرية الملاصقة للجامع الأموي وهذا كان دأبه وديدنه مدة حياته ويبات طول ليله يقرأ القرآن ويصلي وكان كل يوم يأتي إليه جماعة ممن كان يحفظ عليه القرآن فيدارسهم عشرة أحزاب ويأتي لهم بضيافة فيفطرون عنده كل يوم ولم يزل على أحسن حال وأكمل طريقة إلى أن توفاه الله تعالى صبيحة يوم الخميس رابع عشر جمادي الأولى سنة خمس وسبعين ومائة وألف ودفن بالتربة الذهبية من مرج الدحداح رحمه الله تعالى.
[حرف الراء]
[رجب النجيب]
رجب المعروف بالنجيب الحلبي الأديب الشاعر اللبيب كان غرة جبهة الدهر له الباع الطويل في الأدب والأشاعة والذكر عند بني حلب ولد سنة ثلاث وتسعين وألف ونشأ في التحصيل وشمر أذيال الاكتساب وتعلق بخدمة فريد وقته الفاضل يوسف الشهير بالنأبي أحد شعراء الروم واكتسب منه فن الأدب وبه تأهل ونما وتسبب وفوضت إليه كتابة القلعة العواصمية وكان لا يرى له مثيل حريري النباغة فاق ابن مقلة في التحرير وليس لشعره شبيه ونظير وكان أغلب شعره باللغة التركية والفارسية وأثاره بالعربية نزرة قليلة وكأنت وفاته بقلعة حلب في سنة ثلاث وستين ومائة وألف رحمه الله تعالى.