الثانية سنة تسع عشرة ومائة وألف ودفن بتربتهم شرقي مزار الشيخ بكار بمرج الدحداح وتأسف عليه الغالب من الناس لا سيما والده فصبر واحتسب ورثاه الشيخ سعدي العمري بقوله مؤرخاً وفاته
ألا تباً ليومك من ذميم ... أيا فرد الفضائل والفهوم
أبحت لنا به أسفاً وحزناً ... يزيلان الحياة عن الجسوم
وغادرت الزمان بلا امام ... يرينا كيف فائدة العلوم
فلو تفدي النفوس فدتك منا ... قلوب من حمامك في حميم
ولكن لأمرد لما قضاه ... علينا الله في الأزل القديم
وحين قضى امام العصر طراً ... أتى التاريخ بيتاً من نظيمي
جزاه الله عن دنياه مجداً ... وأسكنه بجنات النعيم
[عبد الجليل السباعي]
عبد الجليل بن يحيى المعروف بالسباعي الشافعي الحمصي الشيخ العالم الفاضل الجهبذ الكامل ارتحل إلى مصر وانقطع في جامعها الأزهر مدة مديدة وسنين عديدة وبذل الاجتهاد وأخذ عن اجلاء العلماء كالعلامة خاتمة المحققين الشيخ عبد الرؤف البشبيشي الشافعي والامام الكبير الشيخ أحمد الخليفي الشافعي وغيرهما ثم عاد إلى حمص وذلك في سنة عشرة ومائة وألف فأحيى العلوم فيها واستفاد منه جمع كثير وكان محققاً مدققاً له ورع وخشية مهاباً وقوراً وله بذل وكرم للفقراء والأيات كما أخبرني بذلك قريبه مفتي حمص الآن وكانت وفاته تقريباً في سنة خمس وأربعين ومائة وألف ودفن خارج حمص بالقرب من سيدي خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه.
[عبد الجليل السنيني]
عبد الجليل المعروف بالسنيني الحنفي الطرابلسي الشيخ الفاضل الفقيه كان من العلماء المدرسين الأفاضل له مهارة في استخراج المسائل وتصويرها بأوجز عبارة وكتب حصة على الدرر والغرر حسنة لكنه أعجبه زيادة فهمه فتعلق بحبال العقل والخيال وترك ميزان النقل في تتبع الأقوال وقال هم رجال ونحن رجال وزاده به حاله حتى زعم انه ممن حقق في دعواه كالكمال وتعرض بالاعتراض على الامام محمد بن ادريس فتبدلت تلك الفنون بأنواع الخبل وصنوف الجنون كما قيل والجنون فنون ولم يزل جليس بيته إلى أن مات وكانت وفاته في سنة اثنين ومائة وألف والسنيني بضم السين نسبة إلى سنين قرية من نواحي طرابلس الشام رحمه الله تعالى