للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتقن الخطوط والكتابة والانشاء بالتركية وانتمى لصدر الدولة الوزير إبراهيم باشا وصار من حفدته ولما قتل الوزير المذكور أتعبه الدهر أياماً ثم استخدمته الدولة في أمورها فتولى المناصب بها وصار تذكره جي أول للديوان السلطاني ثم ترقى وصار رئيس الكتاب ودفترياً ثم أعيد للرياسة واشتهر أمره بين الخاص والعام وكان يتظاهر في صيانة الدولة بسائر أموره وحركاته ويتجنب ما يدنسه واشتهر أمره في دولة السلطان مصطفى ابن السلطان أحمد الثالث عليه الرحمة وترقى للمناصب العالية في أيامه وكانت وفاته في يوم الاثنين ثاني عشر صفر سنة ثمان وسبعين ومائة وألف ودفن في اسكدار وكان يوم وفاته في خدمة الوزير وشيخ الاسلام لكونه كان رئيس الكتاب إذ ذاك في دار السعادة السلطانية ومات بها فجأة في جنينة الأغا وحمل من دار السعادة المذكورة على العجلة لداره رحمه الله تعالى.

[عبد الرحمن المغربي]

عبد الرحمن بن عبد القادر المعروف بالمغربي الحنفي الطرابلسي الشيخ الفاضل الفقيه كان له يد طائلة في فقه مذهبه واستقام مفتياً في طرابلس الشام واللاذقية مقدار خمس وأربعين سنة وكان فقيراً ذو عائلة وسافر إلى اسلامبول دار الخلافة سبعة عشر مرة وفي المرة الأخرة صارت له رتبة الداخل المتعارفة بين الموالي الرومية من شيخ الاسلام مفتي السلطنة المولى محمد المعروف بشريف زاده وكان قبل ذلك له رتبة ايكنجي خارج وكانت عليه وظائف قليلة في بلدته منها نظارة البيمارستان في طرابلس وكانت وفاته في سنة احدى وتسعين ومائة وألف وأخوه الشيخ عبد الله كان فاضلاً اجتمعت به في اسلامبول لما كنت بها في سنة اثنين وتسعين ومائة وألف وزارني ثمة بمنزلي ثم استقام بها ومات من السنة المرقومة ولم ينل امنية رحمهما الله تعالى.

[عبد الرحمن الأنصاري]

عبد الرحمن بن عبد الكريم الحنفي المدني الشهير بالأنصاري الشيخ الفاضل الكامل المفنن الأديب الماهر وجيه الدين مؤرخ المدينة في عصره ولد بالمدينة المنورة ثاني عشر رجب سنة أربع وعشرين ومائة وألف ونشأ بها وأخذ عن جملة من العلماء كالجمال عبد الله بن سالم البصري ومحمد أبي الطاهر بن إبراهيم الكوراني وأبي الطيب السندي ومحمد بن الطيب المغربي والشيخ سعيد سنبل وكان حافظاً متقناً خطيباً

<<  <  ج: ص:  >  >>