سليمان المعروف بتش تش بتاء وشين ثم تاء وشين الدمشقي الشيخ المجذوب المعتقد المستغرق الولي المبارك كان من المجاذيب والياء الله تعالى وله كرامات وأحوال عجيبة وكانت الناس تعتقده وإذا مر في الأزقة يسرع في المشي وإذا رأى أحداً من الناس يطلب منه دانقاً فبعضهم يقصد مداعبته فيعطيه درهماً أو دينار فيمسح يده منه ويحقه حتى يعطيه إياه ولا يقبل سوى الدانق فيهرب مه المعطى وهو لحقه مسرعاً حتى يعطيه ذلك وكانت الأولاد تجتمع عليه وكان يتكلم بسرعة وغالب أوقاته يكون في سوق البزورية تجاه حمام نور الدين عند باب دار بني المزور وكان دائماً مكشوف الرأس محلوق شعر الرأس واللحية والشوارب وإذا اجتمعت عليه الأولاد يفر منهم ويصرخ وهم يصرخون عليه تش تش فصار ذلك لقب له وفي آخر أمره قبل وفاته بنحو سنتين انقطع في داره وصارت غالب الناس يزورونه بها لعارض حصل له في رجليه وتغير في مرضه حاله للسكون وصار يتكلم بكلام منظوم دون عادته الأصلية واستقام في داره إلى أن توفي في سنة سبع وثمانين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته آمين
[حرف الشين]
[شاكر العمري]
شاكر بن مصطفى بن عبد القادر بن بهاء الدين بن نبهان بن جلال الدين العمري المعروف بابن عبد الهادي الحنفي الدمشقي أحد الأفاضل البارعين بفنون الأدب كان أديباً أريباً عرافاً حاذقاً لطيفاً نبيهاً فاضلاً صاحب نكت ونوادر حسن المطارحة رقيق الطبع مع خط حسن وإنشاء بديع في اللغة العربية والتركية وكن له نظم رائق وحسن مذاكرة ولد بدمشق في ليلة الثلاثاء بعد العشاء بساعة ونصف السادس عشر من شوال سنة أربعين ومائة وألف وتفوي والده وهو صغير عمه ثلاث سنين وكذلك والده لما توفى والده الشيخ عبد القادر كان صغيراً عمره ثلاث سنوات وهذا من عجيب الاتفاق فنشأ المترجم يتيماً كما نشأ والده يتيماً وقرأ القرآن وأخذ الخط حتى أتقنه ومهر بصناعة الشعر ولازم الاستفادة والدروس ومن مشايخه الشيخ أحمد المنيني والشيخ محمد الغزي مفتي الشافعية ابن عبد الرحمن والشيخ محمد العبي والشيخ أبو الفتح العجلوني والشيخ أحمد التونسي المغربي نزيل دمشق وغيرهم وبرع وتفوق وحصل فضلاً مع أدب أينعت رياضه وراقت حياضه وكمالات ومعارف تفيأ في ظلها الوارف ثم ارتحل إلى اسلامبول واستقام بها مدة سبع سنين ينسخ ويقابل الكتب مع أركان الدولة الذين كان يتردد إليهم وأخذ