في ذاته مغرماً بالجمال واشتهر بذلك متقناً فن الأذكار له دربة في الأمور الارجية كثير التهور على مشارب الكمال وكان له حذق في الأفراح والجنائز وتوزيع الصدقات مع حلاوة وسعة يوجد في خدم الأعيان ويصرف نفسه وكان قاطناً بالمدرسة العادلية الكبرى ثم أخذ داراً بالقرب من دار بني منجك خارج باب جيرون وأتعب نفسه بها وجعلها وقفاً النصف على مدرستنا المرادية والربع للمؤذنين والربع للسميساطية وكان في الأصل حاله مضمحل ثم تنقلت به الأحوال إلى أن لازم الصدر الدفتري السيد علي الحموي الدمشقي وانتمى إليه فلما عزل ومال انتمى إلى الشهم الكبير السيد محمد الفلاقنسي الدفتري بواسطة بعض متردديه وصار له القبول عنده وأظهره للوجود بعدما كان من الميدان مفقوداً ثم بعد وفاة الفلاقنسي المذكور هبط عن أوله وكبر سنه ولم يكن كما كان ولم يزل على هذه الحالة إلى أن مات وكانت وفاته في سنة خمس وثمانين ومائة وألف وقد ناهز التسعين وصلى عليه بالجامع الأموي ودفن بمقبرة مرج الدحداح خارج باب الفراديس رحمه الله تعالى.
[يحيى الاسطواني]
ابن أحمد بن حسن بن محمد بن محمد بن سليمان العاقل المفنن الاسطواني الحنفي الدمشقي الفاضل الأديب كان فاضلاً أديباً عارفاً بارعاً كاتباً منشئاً يعرف كثيراً من الفنون مع اللطافة وحلو المعاشرة وحسن المحاضرة والخط الحسن والانشاء البليغ والصوت الشجي المطرب اشتغل بطلب العلم على جماعة من علماء عصره كالأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري ولازم الفقيه علم الدين صالح الجينيني وأعاد له درسه في الدرر والغرر مدة سنين وصار مرة كاتباً للأسئلة الفقهية وأميناً على الفتوى وأعطى رتبة الداخل المتعارفة بين الموالي ودرس بالمدرسة الجقمقية وكان في ابتداء أمره أحد الشهود والكتاب بمحكمة الباب لكن الدهر به تقلب وعلى نفسه تغلب حتى أورثه السوداء ومع ذلك فلم يترك مطالعة الشعر والكتب الأدبية ومن شعره الذي غلا سعره قوله ولم أقف له على غيرها
خذا حيثما غيض الرياض رواتع ... فقلبي بهاتيك الأجارع والع