فكم لي في وادي الأراك أحبة ... أقاموا ولي بين التلاع مواتع
وكم حملتني نسمة سحرية ... عبير عرار والبدور طوالع
لقد كاد فودى أن يشيب لبعدهم ... على إنني في الوصل خلى طامع
فخير زمان في المسرة لا مرا ... فإنّ به غصن الشبيبة يانع
فقل لي رفيقي هل أداني ربوعهم ... وتسفر عن بدر السرور مطالع
وينعم بالي وصل سعدي بلعلع ... وصبح التهاني بالتواصل ساطع
ألم ترني إن لاح برق منادياً ... ألا يالصحبي ها أنا اليوم جازع
وأنشد من وجدي وفرط صبابتي ... أبرق بدا من جانب الغور لامع
وإن ما تذكرت العذيب رأيت من ... عيوني شآبيب الدموع تسارع
أروم انكتام الأمر والوجد مظهر ... من الشوق ما ضمت عليه الأضالع
فكم رام سلواني العذول مزخرفاً ... لزور مقال وهو فدم مخادع
إذا قال دع ذكر التوله والهوى ... أجبت بقول للملام يدافع
لئن حفظت أيدي الغرام مكانتي ... فمدح خليل الفضل قدري رافع
ألا وهو مقدام العلوم ومن سما ... بآيات فضل ما لديها مدافع
وأحرز في مضمار كل فضيلة ... على الرغم سبقا لم تنله المطامع
همام على هام المجرّة فخره ... له أصل مجد في السيادة فارع
وليس له في العلم صنو وماله ... بنيل المعالي في البرايا مضارع
وأنى يساوي كنه فضل صفاته ... وشأو ضليع ليس يدرك ظالع
إليه لدى أهل الفضائل إن بدا ... خفى من المعنى تشير الأصابع
هو الجهبذ الشهم الذي بلغ العلا ... وحل ذرى التحقيق إذ هو يانع
إذا جال فوق الطرس طرف يراعه ... أتته المعاني وهي طرّاً خواضع
فلم أنس يوماً فزت فيه بنظرة ... وأعين حسادي عليه هواجع
أتيت حماه والفؤاد قد انطوى ... على كرب قد أبدعتها الوقائع
فبدّلها المولى سروراً وبعدها ... أمنت وضمتني إليها المضاجع
ألا يا خدين المجد يا فرد عصره ... بنظرة لطف منك إني قانع
لقد حزت من أسنى المفاخر ذروة ... لعمري عنها غير ذاتك شاسع
إليك ابن صدّيق النبي فريدة ... لقد وشحتها في القريض بدائع
أتتك وطير السعد أمّك ساجعاً ... فطابت بطيب السمع منه المسامع
وعذراً فإن الفكر مني قاصر ... ولكنما جهد المقل المدامع