وتفقه على والده وأخذ طريق الشاذلية عن الأستاذ المزطاري المغربي حين أجاز والده قال عند ذكر اجازة والده وأجزت ولده عبد الله بما آجزت والده به حيث توسمت نجابته الزائدة ومن آثار المترجم حاشية على شرح الأجرومية للشيخ خالد في النحو ورسائل في التصوف وكانت وفاته في سنة سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[عبد الله القدسي]
عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد القادر القدسي شيخ الحرم الشريف بها السيد الشريف العالم الفاضل الصالح كان معروفاً بالعلم والعمل تاركاً للدنيا زاهداً فيها بالكلية عاكفاً على الطاعة والعبادة له باع طويل في علم الدين وفي علم الفلك ولد بالقدس في سنة ثمان وخمسين وألف ونشأ في حجر والده نشئ الصالحين ودأب في طلب العلم وتلقيه ولم يتول نقابة الأشراف وكان والده نقيباً على الأشراف في القدس وكان صاحب همة عالية وغيرة مع خلق حسن محباً للفقراء والضيفان وتولى بعد أبيه مشيخة الحرم القدسي وله ثمانية أخوة كلهم أماجد وأعيان تقسموا وظائف والدهم من خدمات الأنبياء وفراشة السلطان وغير ذلك وكان ممدوحاً مشهوراً وتوفي في عاشر جمادي الأولى سنة سبع ومائة وألف ورثاه ولده المترجم بهذه القصيدة ومطلعها
يا عين سحي دماء واندبي سنداً ... كنز الوجود وبحر الخير والرشدا
عبد اللطيف الذي شاعت مكارمه ... حتى تناشدها الأصحاب ثم عدا
الهاشمي الحسيني سيد بطل ... من كان بالحلم فينا ملجأ سندا
من كان يبدي السخايا صاح من قدم ... وكفه بالعطا والجود ما نفدا
مصادقاً للورى ما قط خانهم ... ولم يزل صادقاً بالقول معتمدا
لله ما كان أحلى طيب مجلسه ... أيام دهر مضت في عيشه رغدا
قد فاق للناس طراً في محاسنه ... وساد في الناس فجراً زائداً وندا
وكم مكارم أخلاق حباه بها ... مولاي جل تعالى حاكماً مدا
تفكروا يا أولي الألباب واعتبروا ... واندبوا جمعكم هذا الذي فقدا
وللمترجم غير ذلك من الشعر وكانت وفاته في سنة اثنين وعشرين ومائة وألف وأخوه السيد حسن كان لطيفاً كاملاً رشيداً فصيح اللسان وتوفي في سنة احدى وثلاثين ومائة وألف وسيأتي ذكر ابن عم المترجم السيد محب الدين وقريبه السيد يونس في محلهما رحمهم الله تعالى.