للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعطر منها الكون ما سار نير ... ولاح بأفاق المجرة كوكب

ومن معمياته في عثمان وعلي

ودعتني وتشكت بيننا ... ودموعي فوق خدي كالجمان

قلت في كم ينقضي هذا الجفا ... فأشارت لي بلحظ وثمان

وقوله معمياً في محمد

فوضت أمري لربي وارتضيت بما ... قضاه لي قبل تخليقي من القسم

وان جفا ذمتي ظلماً بغير وفا ... صابرته شاكراً والحمد ملأ فمي

وله في حسن

من مجيري في هواه شادن ... سهم لحظيه بعمد صائب

خلع الحسن عليه تاجة ... وحمى الطرة فوق الحاجب

وله غير ذلك وكأنت وفاته في حادي عشر رمضان سنة تسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.

[الشيخ حسن الشهير بالحنبلي]

حسن بن علي الشهير بالحنبلي الشافعي القادري الشريف لأمه والمعروف بالطباخ الحلبي الشيخ العالم العامل المحقق الكامل المتقن الخطيب بجامع الخسروية والمدرس بأموي حلب ولد في حلب في سنة ثمانين وألف وكان والده طباخاً فأثرى حاله وأقتني من أنواع أواني النحاس شيئاً كثيراً وكان يؤجرهم إلى الناس في الأفراح وأتخذها حرفة ثم ولده المترجم نشأ في حياته موفر الدواعي مرفه البال وكان زكياً نجيباً فاشتغل بطلب العلم واكتساب الكمال فلازم الشيخ مصطفى الحفسر جأوي وأكثر عنه وأنتفع به وعليه تخرج وبرع في الفقه وأخذه وسائر العلوم عنه وقرأ التفسير على المولى أحمد الكواكبي والحديث وفقه الحنفية والأصول على ولده المولى أبي السعود الكواكبي وقرأ على الشيخ أحمد الشراباتي وعلى الشيخ سالم المكي وعلى غيرهم من علماء عصره وأكثر عن الواردين وبرع في المذهبين وكان سريع الاستحضار لكثر المسائل وأقتني الكتب النفيسة النافعة كثيراً وأعتني بتصحيحها وضبطها لملازمته اقرآءها وكان يخبر عن نفسه أنه أكثر لياليه لا يضع جنبه على الأرض للنوم بل يتكي في زأوية البيت ويضع الأحرام على ركبتيه والمصباح عند رأسه ويطالع فإذا غلب عليه النوم وضع الكتاب ونام على حالته هذه فإذا استيقظ تنأول الكتاب واشتغل بالمطالعة ويقول ان هذه الكيفية في المطالعة فائدتها كلية لأن الانسان إذا نام عقب المطالعة وأعادها حين استيقاظه من النوم علق

<<  <  ج: ص:  >  >>