ذلك في ذهنه بحيث أنه لا يزول وكان له تقرير بتحقيق وتدقيق من غير حشو ولا تلعثم ولا توقف وأنتفع عليه خلائق كثير ولما انحلت خطابة الحسروية عن الشيخ عبد اللطيف الزأويدي وجهت على صاحب الترجمة وكان من الخطباء المحسنين وكان شديد الأنكار والتعصب على الدخان وشاربه حتى كاد أن يقول بحرمته وكان إذا حضر في مجالس من يحتشمونه لا يشربون أبداً وإذا شرب في مجلس أمسك أنفه بأصابه وتأنف وقال يا أخي أكفف أذاك عنا واستمر على ذلك إلى قبيل موته بنحو عامين حتى اعتراه حادر حار فعالجه فلم يفده شيئاً فوصف له الدخان فوقف برهة وزاد به الألم فشربه وترك الأعتراض وكان معاصره الشيخ قاسم البكرجي مثله بل أشد تعصيباً منه فحصل له قبل موته حادر ذهبت به عينه الواحدة فأمره الطبيب بشرب الدخان خوفاً على عينه الثانية فشربه وقد شاهدته في بلدتنا دمشق الشام وقع لبعض أحبابنا من الأفاضل وكان كما ذكر فبعد مدة صار ديدنه شربه وكأنت وفاة صاحب الترجمة بعد ايابه من الحج وكان سبق له قبل ذلك مرتين توفي في بدر بختام ذي الحجة ختام سنة أربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[الشيخ حسن العكي]
حسن بن علي بن محمد بطحيش العكي الشيخ القطب الرباني والهيكل الصمداني له حاشية على الدرر والغرر في الفقه واختصر ديوان شيخ الاسلام القاضي زكريا رضي الله عنه وله أشعار ولد في سنة خمس وسبعين وألف وكأنت وفاته في سنة احدى وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[حسن أفندي الدفتري]
حسن بن علي الرومي الأصل الحموي المولد الدفتري أحد خواجكان الدولة العثمانية الشهم المعتبر الرئيس المفنن السميدع كان والده كخدابوأبين الوزير أحمد باشا المعروف بالحافظ أحد وزراء الدولة العثمانية المشاهير ولما عين من طرف الدولة لنظام أطراف دمشق ورفع تعدي رئيس طائفة الدروز الأمير فخر الدين ابن معن الدرزي المشهور وجرى ما جرى بين الفئتين كما ذكره المؤرخ السيد محمد أمين المحبي في تاريخه وجرت المواقع بين العساكر السلطانية وبين ابن معن المذكور حمل نفسه وجاء منفرداً في جماعته وعساكره مظهراً لشجاعته للمحاربة على عسكر أحمد باشا المذكور فقتل واحداً من العساكر وعاد راكضاً لعشيرته فلحقه من طرف العساكر السلطانية والد المترجم وكان شجاعاً فوصله وضربه بسيف