وخلفه شيخه المذكور في حياته وهذه الفرقة من هذه الطريقة المباركة يخلفون إذا صدر لهم الإذن بعد تكرار الرؤيا مراراً من يختاره الله تعالى أن يكون خليفة في حياتهم وبعد وفاة شيخه جلس في زأويته لقراءة الأوراد وإقامة الاذكار وأنتفع به الناس وأعقب له ولداً يقال له محمد هلال خلفه والده في حياته وألبسه الاخوان تاج والده بعده أخبر الشيخ عبد الله الشهير بابن شهاب أنه كان صاحب الترجمة يوماً بصحن الجامع الموي بحلب عند العامود وعنده جماعة من أحبابه ثلاثة أو أربعة قال فأتيت إليه وقبلت يده فأخذ يباسطني بالسؤال وإذا برجل من الأشراف جاء ليقبل يد صاحب الترجمة فزجره وصاح به اخرج وابعد ولم يرد قربه منه فعطف الشريف إلى نحو باب الجامع الغربي فاتبعته إلى أن خرج الشريف من الباب وسألته عن ذلك فقال إني محدث حدثاً أكبر أو سهوت وله كرامات ظاهرة وبالجملة فقد كان شيخنا صالحاً معتقداً وكأنت وفاته في نهار الخميس الثاني والعشرين من ربيع الثاني سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف قبل العصرود في بالزأوية المعروف به التي دفن بها شيخه بتعصب من أهله وبعض جهال وكان مرضه نحو خمسة أيام بالحمى وأرخ وفاته السيد عبد الله اليوسفي الحلبي بقوله
لصاحب هذا الرمس سر غدا يسرى ... ونور جلي واضح حالة الذكر
لذا خصه مولاه أسنى مكانة ... وأسمى مقام ساطع بسنا البشر
وكان مع الابرار في جنة البقا ... يلوح بهاتيك المنازل كالبدر
فقولوا لابناء الطريق وارخوا ... تهنى بفردوس الجنان أبو بكر
[أبو بكر بن بهرام]
أبو بكر بن بهرام الحنفي الدمشقي نزيل قسطنطينية دار الخلافة وأحد الموالي الرومية كان فاضلاً عالماً مفنناً متقناً خصوصاً بالرياضيات فإنه كان بذلك ماهراً جداً وكان يدخل مجالس الصدور واشتهر سنا قدره وسطعت شمس اقباله وأنتظم عقد سعده ولد بدمشق وبعد تحصيل الاستعداد ارتحل إلى قسطنطينية واستوطنها وأنتسب إلى الصدر الأعظم الوزير أحمد باشا الكبرلي المعروف بالفاضل وابنتسابه إليه سلك طريق الموالي ولازم على قاعدتهم من الموالي شيخ محمد عزتي وبعد انفصاله عن مدرسة بأربعين عثماني كقاعدتهم ترقى في المدارس إلى سنة تسع وتسعين في صفر ففيه أعطى رتبة خامسة سليمانية