في اللغات الثلاث وربما نظم باللغة الكردية والعبرانية والرومية من غير فهم معانيها بل مجرد كلمات متغايرات المعنى والمبنى وكان في مشيه قزل وكان يكتسب من شعره فمن شعره ما كتبه مهنياً المولى السيد محمد أفندي المعروف بطه زاده نقيب حلب بمولود ولد له بقوله
فطوبى لمن قد جاء بداً وسيداً ... وحفت له الأنجاب في الحال أيدا
يدوم بحفظ الله في طول عمره ... على حسن أيام الزمان مؤيدا
وابن الأفندي العظيم محمد ... شهير بطه الشيخ قل زاد أحمدا
وهي عدة أبيات وكلها على هذا النمط وكان المترجم يتهم بكثرة المال وكذا والده وكان يدعى أنه يعرف الكيمياء ويدعى معرفة كل شيء وهو لا يحسن شيأً ولما كان ثامن شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين ومائة وألف وجد في بيته داخل باب الأحمر الذي هو باب بالوج ميتاً في قاعة خربة فغسل هناك ودفن وقد ناهز السبعين ولم يوجد في بيته ما يساوي عشرة قروش وقد وجد من توجه من طرف المحكمة لجل تحرير أسبابه زجاجة على رف القاعة مختومة ففضوا ختمها فإذا بها ورقة بخط صاحب الترجمة وخطبة من انشائه يقول فيها وبعد فهذا ما من الله به علينا وجمعناه وقصدنا صرفه في طريق الحج ولكننا رصدناه بعد دفنه وهو إن تحت الثلاثة الأحجار السود في الإيوان الشمالي كذا كذا ألف دينار بندقي وفي الصف الشرقي كذا كذا ألف دينار فندقلي وتحت المحل الفلاني كذا كذا سبيكة ذهب كل ذلك دفين في الأرض لأجل النفقة في طريق الحج وكي لا يرثه أحد من ورثتي فتعجب الحاضرون من ذلك ولم يكن في بيته أعمدة ولا أحجار سود في الأرض ولا الجدران.
[صلاح الدين ابن الحنبلي]
السيد صلاح الدين بن مصطفى الجعفري الحنبلي النابلسي المعروف بابن الحنبلي كان من أكابر بلده وأعيانها المشار اليهم والمنوه بهم مع فضيلة في فقه مذهبه وغيره وكانت وفاته في أواسط صفر سنة احدى مائة وألف.
[صنع الله الديري]
صنع الله المعروف بالديري الحنفي والخالدي القدسي أحد الأفاضل الأنجاب والنبهاء المتوقدة الألباب طلب العلم وارتوى من مناهله وجد واجتهد وتولى رياسة الكتابة في محكمة القدس كما سبق لآبائه ذلك مع الخط الحسن والنفس النفيسة وأصلهم من الدير قرية من قرى نابلس وكان للمترجم تقييد في المسائل فقيهاً كريماً سخياً حليماً ووقف في القدس وقفاً وعين منه مبرات للفقراء وخبزاً وطعاماً وقرآات وعمر سبيل ماء وكانت وفاته في سنة تسع وثلاثين ومائة وألف ودفن بتربة باب الرحمة وترك