للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مولعاً بشرب الخمر والفجور فمر يوماً بزقاق فرأى الشيخ يوسف المترجم والناس تهرع إليه لتقبيل يديه ويسند عون الدعاء منه فعجب لذلك وقال له لأي شيء تهرع الناس إلى تقبيل يديك وأنت جدك نصراني وأنا جدي صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ولا أرى الناس تقبل يدي فقال له لأنك تبعت طريقة جدي وأنا تبعت طريقة جدك فأفحمه بالجواب وتاب إلى الله على يده من الفجور الذي كان يصنعه ومن شرب الخمر وصار من تلاميذه وأخذ عنه الطريق وعلى كل حال فإن الأستاذ المترجم هو الكامل المفرد توفي رحمه الله سنة تسع وخمسين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح في الروضة واتفق إنه في تلك السنة أيضاً مات الشيخ أحمد النحلاوي فأرخ وفاتهما السيد عبد الرزاق بن محمد البهنسي بقوله

انتبه يا فؤاد كم أنت لاه ... إنما هذه الشؤون ملاهي

شقق العمر لم تزل بانطواء ... كل آن حتى يكون التناهي

واندراس الكرام يوماً فيوماً ... موقظ للأنام والطرف ساهي

وانقراض الأعيان أكبر داع ... لفساد الزمان دون اشتباه

كان بدران مشرقان بأرض الش ... ام بالفضل ما لهم من يضاهي

بهما يرفع الآله بلاء ... حيث منهم بالخير آمر ناهي

وبهم تمطر السماء انصباباً ... وبهم فجرت عيون المياه

غرباً عن دمشق حين رآها ... قد غدت منزل ارتكاب المناهي

وبها خلفاً سحاب جلال ... عجاً كان فيهما الدهر زاهي

يوسف الزاهد المطيع تولي ... حين داعي الهدى دعا بانتباه

ثم في أثره أجاب مطيعاً ... أحمد الغوث من عباد الله

في رضاء الآله عاشا وماتا ... قلت أرخه في رضاء الآله

سنة ١١٥٩ ٩٠ ١٢٠٠ ٦٧

[يوسف النابلسي]

ابن إسمعيل بن عبد الغني بن إسمعيل الدمشقي الحنفي الشهير كأسلافه بالنابلسي الشيخ العالم العلامة العمدة الفهامة الفقيه الامام الهمام الفاضل الكامل المقدام ولد بدمشق كما رأيته منقولاً بخط البرهان إبراهيم الجينيني نزيل دمشق في سنة أربع وخمسين بعد الألف ونشأ بطلب العلم والاشتغال به فقرأ على جماعة منهم المحقق الشيخ إبراهيم بن منصور الفتال وغيره وصار أمين الفتوى عند المفتي أحمد بن محمد الحلبي المهمنداري مفتي الحنفية بدمشق وارتحل إلى الحجاز صحبة أخيه الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته الكبرى وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>