فهذه سنة للعشق واجبة ... ان يجن لسعا وأما يجتني لعسا
كم بات طوع يدي والوصل يجمعنا ... لم يخطر السوء في قلبي ولا هجا
وزاد في عفة إذ كان ذائقة ... في بردتيه التقى لا يعرف الدنسا
تلك لليالي التي أعددت من عمري ... يا ليتها بقيت والدهر ما نكسا
ويا سقى الله أياماً لنا سلفت ... مع الأحبة كأنت كلها عرسا
لم يحل للعين شيء بعد بعدهم ... وما صبى دونها صب الجوى ونسا
ولا شممت نسيماً استلذ به ... والقلب مذ آنس لتذكار ما أنسا
يا جنة فارقتها النفس مكرهة ... ابقي لصبك في نيل المنى نفسا
وحق موثق عهد لا انفكاك له ... لولا التاسي بدار الخلد مت أسى
ولم يذكر الأمين له سوى هذا التشطير وكأنت وفاته في ليلة الجمعة رابع عشر رجب سنة عشرة ومائة وألف ودفن بتربتهم برمج الدحداح بالقرب من والده وحضر جنازته أهالي دمشق وأعيانها وخلق كثيرون رحمه الله تعالى
[أبو الفتح العجلوني]
أبو الفتح بن محمد بن خليل بن عبد الغني الشافعي العجلوني الأصل الدمشقي المولد الشيخ العالم الفاضل المتقن المحقق كان أحد الشيوخ الأعلام الأفاضل الفقهاء سهل الأخلاق طيب العشرة حسن المطارحة له ديانة واحتيط له بدمشق يوم السبت رابع رمضان سنة ثمان وعشرين ومائة وألف ونشأ بها في كنف والده واشتغل بالطلب على جماعة منهم والده والشيخ إسماعيل العجلوني والشيخ محمد البقاعي والشيخ علي كزبر والشيخ محمد الخمسي المغربي نزيل دمشق ومهر وبرع ثم في شعبان سنة سبع وخمسين صرف عنان الهمة نحو مصر فارتحل إليها وأقام هناك مدة سنين مشتغلاً بالتحصيل والدروس اشتغالاً تاماً على قايتباي والشيخ إسماعيل الغنيمي والشيخ سليمان الزيات والشيخ عطية الاجهوري والشيخ خليل المالكي والشيخ محمد الحفنأوي وأخيه الشيخ يوسف والشيخ حسن المدابغي صاحب الحواشي والشيخ علي الصعيدي والشيخ عمر الطحلأوي والشيخ أحمد الجوهري والشيخ علي الحفنأوي والشيخ أحمد الملوي والشيخ أحمد الاشبولي والشيخ أحمد الدمنهوري والشيخ أحمد المغربي البناني والشيخ عبد الله الشبرأوي والشيخ عيسى البرأوي والشيخ محمد الدفري وغيرهم وأخذ عن الاستاذ السيد الشيخ مصطفى الصديقي وحصل على ما حصل من الفضل والاتقان وعاد لدمشق في سنة أربع وستين