واماماً في المسجد النبوي وله تاريخ لطيف في أنساب أهل المدينة وخطب وشعر فمن شعره قوله وأرسله إلى علي أفندي الشرواني يستعير منه شرح الفقه الأكبر لعلي القاري
يا أيها المولى الذي أوصافه ... كم أعجزت من كاتب مع قاري
امنن علي بشرح فقه امامنا ... لسميك المنلا على القاري
لا زلت في عيش رغيد دائماً ... أبداً وللعارفين نعم القاري
فأجابه
يا سيداً حاز المكارم والعلا ... وسمت مكارمه على الأقدار
ل أشرقت آفاقنا من نير ... من فضل مولانا على القاري
لسرى إلى أفلاككم مستكملاً ... لضيائه كالكوكب السيار
لكنها قد عطلت أجيادها ... فغدت لخجلتها ورا الأستار
فالعذر قد أبديته مستعفياً ... وخيارنا العافون للأعذار
لا زلت في غر يدوم ورفعة ... ما غرد القمري في الأسحار
وله غير ذلك من الأشعار والآثار الحسنة وكان آية باهرة في معرفة أنساب أهل المدينة وكانت وفاته في سابع عشر ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائة وألف ودفن بالبقيع.
[عبد الرحمن البعلي]
عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي نزيل حلب الشيخ العالم الفاضل الصالح كان فقيهاً بارعاً بالعلوم خصوصاً في القراآت وغيرها ولد في ضحوة يوم الأحد الثاني عشر من جمادي الأولى سنة عشرة ومائة وألف ثم لما بلغ سن التمييز قرأ القرآن حتى ختمه على والده في مدة يسيرة ثم شرع في الاشتغال بطلب العلم في سنة عشرين فقرأ على الشيخ عواد الحنبلي النابلسي في بعض مقدمات النحو والفقه واشتغل عليه بالقراءة بعد ذلك نحواً من عشرين سنة وهو أول من أخذ عنه العلم ولما توفي والده في سنة اثنين وعشرين وكان فاضلاً ناسكاً عالماً لازم مع أخويه الشيخ أحمد المقدم ذكره والشيخ محمد دروس الامام الكبير أبي المواهب الحنبلي في الفقه والحديث نحو خمس سنين ودروس الاستاذ الشيخ عبد القادر التغلبي في الحديث والفقه والنحو والفرائض والحساب والأصول وغير ذلك مدة خمسة عشر سنة وأجازه اجازة عامة ثم لازم حفيده