المتقن الشيخ عمر امام جامع الرضائية إنه قرأ عليه القرآن قبل وفاته بشهور قلائل قال كان لي اخوان يقرآن عليه فأخذني أحدهما يوماً معه وكنت في سن الثمان سنين فرأيت شيخاً كبير السن فلما قبلت يده قال لأخي هذا صغيركم سنه فقال له ثمان سنين فضجر وقال لأخي خذه إلى المكتب فقال له أخي إنه ختم القرآن ونريد أن تشرفه تبركاً بالقراآت فقرأت حصة من سورة البقرة فأعجبته قرآءتي وقال لأخي دعه عندي يخدمني إن شاء الله تعالى ينتفع بالقرآن فأقمت عنده غالب الأوقات إلى أن مرض وكنت وصلت إلى سورة إبراهيم عليه السلام فأتيت يوماً وطرقت باب الحجرة عليه فقال من هذا فقلت عمر فقال رح عني أنا غداً أموت فذهبت فلما كان ثاني يوم أتيت فرأيته توفي وأخرجه ضابط بيت المال من الحجرة وختمها وظهر عنده دراهم وحوايج انتهى وكانت وفاته في سنة ست عشرة ومائة وألف ودفن بمقبرة العبارة خارج باب الفرج رحمه الله تعالى.
[عباس الوسيم]
عباس بن عبد الرحمن بن عبد الله الملقب بوسيم على طريقة شعراء الفرس والروم وكتابهم الأحدب الحنفي القسطنطيني الأديب الحاذق الطبيب الماهر العارف قرأ كتباً عديدة في علم الطب وأخذه عن الاستاذ علي البروسوي الطبيب السلطاني وبلديه عمر شفاي البروسوي ومهر في الطب وطالع غالب كتبه وأخذه أخذ حاذق خبير وأتقنه وأخذ علم الحكمة عن العالم أسعد الياينوي وقرأ عليه بالفارسية وأخذها عنه وقرأ كتاب المثنوي وغالب الكتب المفيدة بالفارسية على أساتذة أجلاء وأخذ الخط التعليق عن الاستاذ محمد رفيع كاتب زاده قاضي العساكر ورئيس الأطباء في الدولة وبرع بالأدب والطب والحكمة وغيرها من الفنون وشرح زيج الغ بيك في علم النجوم وألف كتاباً في الطب سماه الدستور الوسيم وله غير ذلك من الآثار وفتح حانوتاً بالقرب من جامع السلطان سليم خان واشتهر في دار الخلافة وكان ينظم الشعر المرغوب في التركية وله ديوان معروف توفي في شوال سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف.
[عبد الباقي التاجر]
عبد الباقي بن أحمد التاجر الموصلي الشافعي عالم وقته وفريد دهره كان له الذكاء المفرط والفطنة التامة والمعرفة الكاملة مبرزاً في المعقول والمنقول ولد سنة ثلاث وتسعين وألف بالموصل ونشأ بها واشتغل أولاً بالتجارة ثم ترك ذلك وقرأ على الشيخ إسماعيل بن جحش الموصلي وغيره من الفحول وله تآليف عديدة وتعليقات