حجر كثيرة كان في وقته ينزل فيها الغرباء والواردون على المدينة من الآفاق ولصاحب الترجمة نظم ونثر فمن نظمه قصيدة في التوسل من بحر الرجز تقرأ خلف الرواتب وكان عابداً ناسكاً صالحاً اشتهر بذلك في الآفاق وأخذ عنه الجم الغفير من أهل المدينة وغيرها وكانت وفاته في ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائة وألف ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى.
[محمد المالكي]
ابن عبد الكريم بن قاسم المالكي المغربي الفاسي نزيل دمشق ولد في بلدته فاس في سنة أربع ومائة وألف ونشأ في حجر والده وقرأ القرآن وحفظه ببلده وقرأ حصة من علم الحرف والأوفاق وقدم دمشق فصحب الشيخ عبد الرحمن السمان واتصل بالعارف الشيخ عبد الغني النابلسي وقرأ عليه عدة كتب ثم ارتحل إلى حلب واستوطنها وراج أمره بها وعلا صيته ثم رأى في عالم الخيال أن يرحل إلى دمشق فإن السلوك هناك فخرج من حلب وعاد لدمشق واستوطنها إلى أن مات وكان يتردد إلى والدي ويكرمه ويعتقده وكان يدعى معرفة الكيمياء وله معرفة بالطب وغيره وكان مولعاً بقص شاربه وحلق لحيته وحاجبيه طويل القامة كبير العمامة يفصد نفسه في الأسبوع مرتين أو ثلاثاً وكانت وفاته بدمشق سنة خمس وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[محمد المواهبي]
ابن عبد الجليل بن أبي المواهب بن عبد الباقي الحنبلي الدمشقي تقدم ذكر والده وجده وكان هذا عالماً فاضلاً بارعاً مفتي الحنابلة بدمشق بعد جده ولد في سنة احدى ومائة وألف ونشأ في كنف والده وجده وأخذ الفقه والحديث والفرائض عنهما وقرأ في علوم العربية كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع على والده وقرأ في الفرائض على تلميذ جده الشيخ عبد القادر التغلبي وأجاز له الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ الياس الكردي نزيل دمشق وغيرهما وبرع وفضل وصارت فيه البركة التامة وجلس للتدريس بالجامع الأموي وقرأ عليه جماعة من الحنابلة وغيرهم وانتفعوا به وكان ديناً متواضعاً مواظباً على حضور الجماعات والسعي إلى أماكن القربات وكانت وفاته في أوائل ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ومائة وألف ودفن بتربة سلفه بمرج الدحداح رحمه الله تعالى.
[محمد العطار]
ابن عبيد بن عبد الله بن عسكر القاري الأصل الدمشقي الشهير بالعطار الشافعي الفاضل الشاب الصالح كان بارعاً أديباً نبيهاً حسن الطبع والأخلاق مشتغلاً بالتقوى والعبادة راضياً بالقليل قنوعاً ولد بدمشق سنة ثلاثين ومائة وألف ونشأ بها وطلب العلم فأخذ عن