وفاته ببعلبك سنة ثمان وخمسين ومائة وألف عن ثلاث وستين سنة رحمه الله تعالى.
[يحيى الموصلي]
ابن فخر الدين الموصلي مفتي الحنفية الشيخ الفاضل النبيل المفنن البارع ولد بالموصل سنة اثنتي عشرة ومائة وألف ونشأ بها وترجمه السيد محمد أمين الموصلي وقال في حقه ربيع الفضل والمحاسن صاحب الفضائل والكمال مرجع الطلاب وأرباب المعالي وبالجملة فهو بالشرف كالنار على العلم وبالكرم كذوارف الديم أصل طاهر وفرع زكي ونسب قرشي علوي ليس في الموصل كصحة نسبه ونسب أبناء عمه إلا نسبة السيادة التي في باب العراق أبناء السيد عيسى الطحاوي ثم هذا السيد يتيمة زمانه له صدقات جارية وللفقراء في ماله رواتب ووظائف فيقال إنه في كل يوم يعطى زهاء ثلاثين راتباً ومنزله ربيع الضيوف وأبناء السبيل لا يمر به يوم إلا وعنده ضيف أو أكثر وقد مهر في الفتوى والعلم والتقدم وكان توجيه الفتوى إليه سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف ثم أخذت منه ثم عادت إليه وله الأيادي المشهورة والمحاضرة المبرورة والفضائل المعمورة وأخذ علمه عن جماعة منهم الشيخ حمد الجميلي فقيه وقته وهو الآن يقرئ التفسير للقاضي يقرأه على جماعة من الطلبة ما بين فاضل وزكي عاقل وله الخبرة التامة في صناعة الفارسية واللغة التركية وبالاسطرلاب والربع المجيب وغير ذلك من الفضائل ونظمه أحلى من القند وترجمه صاحب الروض فقال واحد الفضل ومرجعه ومنبع العلم وموضعه الذي عقدت عليه الخناصر وورث الفضل كابراً عن كابر فهو الفاضل الذي أورق غصن شبابه في ساحة المجد والفتوة حيث ناداه قلم الافتاء من أعلى هامات الفضل يا يحيى خذ الكتاب بقوة قد عقدت رايات الكمال عليه وانتشرت وضمخت جوانبه بعبير المعارف وانتثرت سطعت أنوار الافادة من جانبه في كل مقام فأشرقت شمس أفضاله على رؤس الربى وهامات الأكمام فاسترق بلفظه الرائق أبناء الزمن فكان أدبه ألذ للعيون من معاطاة الوسن انتهى وحج في سنة سبع وخمسين ومائة وألف وله شعر لطيف منه قوله مقرظاً على الروض لعثمان أفندي الدفتري