والموت سنة كل الأنبياء غدا ... وذا على كل حي بعدهم فرضا
ومينكم يا بني الزهراء حي هدى ... إذا دعته مزايا جده انتهضا
عليه رحمة ربي دائماً وعلى ... الأسلاف ما بسط الداعي وما قبضا
وما استهلت عيوث في الرياض وما ... تفتح الزهر من جفن وما غمضا
[عبد الكريم الأنصاري]
عبد الكريم بن يوسف الأنصاري المدني الشيخ الفاضل الأديب البارع ولد بالمدينة سنة خمس وثمانين وألف ونشأ بها واشتغل بطلب العلم فأخذ عن والده وعن السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي والشيخ محمد الخليلي القدسي المشهور والشيخ مسعود المغربي والشيخ محمد الزرقاني شارح المواهب والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والجمال عبد الله بن سالم البصري وغيرهم من العلماء وصار أحد الخطباء بالحرم الشريف النبوي وكان يدرس بالروضة المطهرة حافظاً للوقائع والأخبار متكلماً لا يعيي وألف بعض رسائل في فنون العلم وله تحريرات لطيفة كان يكتبها على هوامش كتبه وكان عالماً عاملاً تعلوه سكينة العلم ووقار العمل وأبهة التقوى ذا شيبة نيرة ووجه وضئ وكانت وفاته بمكة المكرمة سنة اثنين وستين ومائة وألف ودفن بالمعلى المعلاة وزان مرماة مقبرة مكة المكرمة حجون بتقديم الحاء على الجيم على وزن صبور رحمه الله تعالى وسيأتي ذكر ولده يوسف في محله إن شاء الله تعالى.
[عبد الكافي الحلبي]
عبد الكافي بن حسين بن عبد الكريم الشهير بابن حموده الحلبي الشافعي الشريف الفاضل الورع الكامل امام السادة الشافعية بأموي حلب ولد بها سنة ثمان ومائة وألف وقرأ القرآن العظيم على الشيخ أحمد الدمياطي وحفظه عليه وقرأ العلوم على الشيخ حسن السرميني والشيخ محمود الزمار والشيخ طه الجبريني والسيد محمد الكبيسي وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ صالح المواهبي وارتحل إلى مصر سنة تسع وثلاثين ومائة وألف وأخذ بها عن الشهاب أحمد الملوي والسيد علي الحنفي والبدر حسن المدابغي وحج في هذه الرحلة وعاد لبلده وأخذ بطرابلس عن الشمس محمد التدمري وفي دمشق عن العارف الشيخ عبد الغني النابلسي والشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي مفتي دمشق والعماد إسمعيل بن محمد العجلوني وغيرهم وكان له قدم راسخ في العبادات والمجاهدات والرياضات وبالجملة فهو