حسين بن علي بن حسن بن فارس العشاري البغدادي الشافعي أبو عبد الله نجم الدين الشيخ الامام العالم الأديب الأريب الفطن النظام صاحب الكمالات الشائعة والنوادر الدائعة ولد سنة خمسين ومائة وألف وهو من بلدة تسمى بالعشارة موضوعة على الخابور الذي ينصب إلى الفرات وقرأ القرآن واشتغل بالتحصيل والأخذ فقرأ ببغداد وأخذ العلم عن مشائخ متعددين منهم أبو الخير عبد الرحمن السويدي وتفوق ونظم الشعر ودون له ديواناً أكثره في المدائح النبويه ومدح الصحابة وآل البيت والأولياء والعلماء والملوك والأمراء وكان عالماً فاضلاً شاعراً أديباً حسن الخط كتب كتباً متعددة تنوف عن العد والخد وله تأليفات منها حاشية على شرح الحضرمية لأبن حجر وحواش متفرقات على سائر العلوم تدل على نباهة شأنه وعلو مكانه ولما ولي نيابة بغداد والبصرة سليمان ابن عبد الله الوزير سنة أربع وتسعين ومائة وألف ولاه تدريس البصرة وأرسله اليها ولم تطل مدته وكان رحمه الله له تضع كلي في سائر العلوم معقولها ومنقولها وخمس قصيدة البرأة وبعض القصائد الفارضية وكان مشهوراً بحسن الاملاء والانشاء والنظم البليغ كتب إلى حصة منه بخطه فمن ذلك ما قاله في المديح النبوي
قف في المنازل ان الدمع مدرار ... وابك الطلول فان القوم قد ساروا
خلاك ذم فان العيس قد حذيت ... أخفافها بسهاد فوقه نار
تهوى السرى فكأن السير راحتها ... وأن أطرافها يا صاح أوتار
تطير في الدومن شوق فلا عجب ... فقد يكون من الأنعام أطيار
شرودة عن بقاع الماء مسئلة ... عن الكلاء فلا يلفي لها دار
فتلك أحشاؤها في الجوف ضامرة ... قد ذانها خمص منها واضمار
ومذ تبينت الأقوام حل بها ... من السرور علامات وأسرار
قوم كرام علت في الناس رتبتهم ... وكل شخص له حدو مقدار
شموس مجد لقد ظابت عناصرهم ... صغيرهم في الوغى كالليث مغوار
سود الملابس أقوام شعارهم ... في الحرب حم كم لله أنصار
رهبان ليل فسل ان كنت مختبراً ... تجيك يا صاح أبكار وأسحار
قد عمروا بكتاب الله دورهم ... لا قينة رقصت فيها ومزمار
كفاهم شرفاً اذ كان سيدهم ... مولى به شرفت ريف وأمصار