[عمر اللبقي]
عمر بن حسين بن عمر الشهير باللبقي الحنفي الحلبي الفاضل الأديب كان ذكياً له بد ومعرفة بفنون الأدب حسن الأخلاق سهل المعاشرة لطيف الخلال ولد في سنة ست عشرة ومائة وألف وقرأ على عبد الوهاب العداس وعبد السلام الحريري ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي نزيل حلب ومفتيها وسافر إلى اسلامبول ثم عاد إلى حلب وتولى نيابة القضا في محاكمها الأربع وارتحل إلى طرابلس الشام والي الموصل مع حاكمها الوزير أحمد ثم قدم حلب ومكث بها ثم ارتحل للقدس ثانياً في زمن قاضيها المولى أحمد بن بن الشيخ طه وأخذ الحديث عن الشيخ محمد التافلاتي وفي مروره مع القاضي المذكور على دمشق نزلا في في دارنا واستقاما مدة عندنا وكان بين والدي وبين القاضي المذكور مودة ومحبة وكان والد المترجم من التجار المشاهير بحلب والرؤساء أرباب الشهرة والشأن وولده صاحب الترجمة اشتهر بالأدب والكمالات وكانت تجري بين أدباء عصره ومصره وبينه المحاورات والمطارحات وفي آخر أمره ترك تعاطي أمور الأحكام ولازم ما لا يدمنه وله شعر مقبول رأيت أكثره فمن ذلك قوله لما أصاب حلب من الزلزال ما أصاب
سنا نور سر الذات أشرق في الحشا ... فزال بذاك النور عن طرفي الغشا
وشاهدت إن لا شيء دون وصالها ... وأيقنت فضل الله يؤتيه من يشا
ونزهت طرفي في رياض جمالها ... فعاد برياً نشرها القلب منعشا
فحيا شذاها ميت قلبي وحبها ... تملك أحشائي وفي اللب عرشا
ومذ علمت إني أسير بحبها ... فجادت بما أبغيه منها وما أشا
وبت بنادي القرب أرشف ثغرها ... فأصبحت نشواناً وسري قد فشا
وذاع لدى العشاق أمري وإنني ... خلعت عذاري واسترحت من الوشا
وبادرت نحو ألحان من فرط شوقها ... أنادي أيا خمار كن لي منعشا
فجاء بها عذراء بكراً قديمة ... وقال لي افضض ختمها كيفما تشا
تعاطيتها صرفاً ومزجاً مشاهداً ... بها كشف أسرار لعقلي أدهشا
عرفت فلما أن أفقت سمعت من ... فؤادي مناد عج من داخل الحشا
أيا مفزع الجاني وأكرم شافع ... وأعظم مبعوث وأشرف من مشا
اليك أتينا والتجأنا فنجنا ... من الخطب والأهوال فالرعب قد غشا
فأمن بحق الحق قلبي لأنه ... من الخسف والزلزال قد خاف واختشى
عليه وأسبل ذيل أمنك وأكفه ... بجاهك عند الله في الصبح والعشا