في ذلك الأديب الترزي المتقد ذكره على طريق المجون لأن ادباء عصرهم كانوا ايتلاعيون بأسمائهم ويجرون النكات الأدبية في أشعارهم وهو قوله
أغلق الاقميم اذ مات الآباط ... تابعاً للقحف أعلوه البلاط
وشليف الزبل أمسى فارغاً ... قد بكى الخدنين حزناً واستشاط
كيف لا يبكي خدينيه وقد ... صار متروكان ومحلول الرباط
وكأنت وفاة المترجم في حدود العشرين ومائة وألف بدمشق رحمه الله تعالى.
[حسين مصلي]
حسين بن أحمد المعروف بابن مصلي الدمشقي الأديب النبيه كان جندياً متزياً بزي الأجناد وأقاربه كلهم أجناد زعما وسباهية في أوجاق السلطان ولهم اقطاعات من القرى وكان هو مع هذا أديباً بارعاً بفنون الأدب له شعر حسن ولطف خصال وتلمذ للأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه شاعر مستوفي الشروط ومكتسي من الآداب أبهج برود ومروط تصدى للمعالي فتصيد وعقل شواردها وقيد وفتح شراع سفنها فجرت في ذلك التيار وأبدع من سانحات خاطره منها ما هو كورد الرياض في أيار فاستحق أن تقر عينها فيه وأن تلتقط الدرر المنتثرة من فيه وأن تخصه بالطارف والتليد وتتفداه بالوالد والوليد حتى ينتظم شملها المبدد وهو ترقوس اصابتها المسدد على أن الكمال مازج دمه ولحمه وخالطه مخالطة السدى للحمه وهو لجمر تكلفاتها مصلي قائلاً في تحصيلها لا نقل أصلي وفصلي وله شعر جيد الانطباع تصغي إليه السليمة من الطباع أثبت منه ما تجعله للآذان شنفا وما عنه قائلة اللائم تنفي فمن ذلك قوله مخمساً أبيات ماني الموسوس بقوله
خذ حديث الغرام والوجد عني ... يا ابن ودي ان الصبابة فني
ما تراني من الهيام أغني ... حجبوها عن الرياح لأني
قلت للريح بلغيها السلاما
جرد الشوق في فؤادي صلتا ... حيث صار الوصال لا يتأتى
صيروا حولها الموانع شتى ... ثم لم يقنعوا بذلك حتى
منعوها يوم الرياح الكلاما
سرت يا صاح والغرام حليفي ... حين بانوا وطال بي تسويفي