قيل حلوا بها مني والخيف ... فتأوهت ثم قلت لطيفي
آه لو زرت طيفها الماما
سر اليها لعلني أتسلى ... بالأماني عسى وهل ولعلا
وإذا لاح للخطاب محلا ... خصها بالسلام مني والا
منعوها لشقوتي أن تناما
وقوله
لا تحسبن الذي في لحظ فاتنتي ... كحلا يزين ظبي أحداقها النجل
لكنها خشيت برء الجريح بهم ... فصيرته مكان السم في النصل
أخذه من قول محمد الحشري الشامي
ولرب ملتفت بأجياد المها ... نحوي وأيدي العيس تنفث سمها
لم يبك من ألم الغرام وانما ... يسقي سيوف لحاظه ليسمها
وأصله قول الملك المعظم شرف الدين عيسى بن أيوب
ومورد الوجنات أغيد خاله ... بالحسن من فرط الملاحة عمه
كحل العيون وكان في أجفانه ... كحل فقلت سقى الحسام وسمه
وهو من قول عبد الجبار بن حمد يس الصقلي
زادت على كحل الجفون تكحلاً ... ويسم نصل السهم وهو قتول
وللمترجم مضمناً المصراع الأخير بقوله
بروحي فتاة رنح التيه عطفها ... تميس بأعراض وعجب على الصب
آمال بها سكر الدلال فعربدت ... لواحظها بالفتك بالجسم والقلب
وقد جأوزت في الحسن فرط بهائها ... ولم تخش لومي بل يلذ لها عتبي
أماطت حجاب الحسن عن نور وجهها ... فخر هلال الأفق ملقى على الترب
غوازل لحظيها وفتر جفونها ... رمتني بهم تيهاً غزيلة السرب
فلم أدر في أي رمتني وانما ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول القطب المربي عبد الغني النابلسي
وأهيف ساجي المقلتين كأنه ... غزال ربيب أغيد فر من سرب
رنا فرما في القلب سهماً مريشاً ... بأجفانه ويلاه من ذاك وأحربي
فلو كان قلبي صخرة مثل قلبه ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الأديب أحمد بن محمد السلامي ابن أغر يبوزي
وبي سمهري القد بالفتك مولع ... يصول ولا يخشى من اللوم والعتب