يهددني طوراً بعضب لحاظه ... ويقصد أحياناً فؤادي بالهدب
فلم أدر ايا قاتلي غير أنني ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول البارع السيد العبادي
تعرض لي يوماً بشرقي عالج ... غزال كحيل الطرف منظره يسبي
وأقصدني من ناظريه بأسهم ... تركن دمي يجري عياناً على الترب
وليس سواه قاتلي حيث أنني ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الفاضل محمد بن أحمد الكنجي
كف بالله واتثد يا عذولي ... ما لقلبي إلى السلو سبيلي
كيف أسلو وفي الحشا من هواه ... لاعج الشوق راسخ لا يزول
كلما قلت مال قلبي حاشا ... أن قلبي إلى سواه يميل
راشني من لحاظه بسهام ... قاتلات إلى فودآدي وصول
ما تحققت فعلها الفتك الا ... حين رنت فكان ذاك الدليل
ومن قول موسى بن أسعد المحاسني
ولم أنس فعل الريم أذمر معرضا ... وطلعته من فرط حسن البهاتسبي
وأسكرني من عطفه بشر طيبه ... ونكهة ذاك الثغر محمودة القرب
وما كنت أدري قبل أن أعشق الرشا ... مراتع غزلان تلذذن بالعتب
وموطن أهوال الهوى وشجونه ... وما ذقت طعم الذل في طمع الحب
إلى أن نولاني الغزال وطرفه ... كحيل تبديه الحروب على العضب
وراش سهاماً من لحاظ قواتل ... سفكن دمي عمد وأثرن في اللب
فكأنت لقتلي علة ودليلها ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول اللوذعي محمد المحمودي
نهاني عن باهي المحيا عواذل ... وما علموا أني به قد فنى اسمي
فقلت لهم كفوا الملام واعرضوا ... فما قلبكم قلبي ولا جسمكم جسمي
وكيف ومن ألحاظه راش أسهما ... وأقصد أحشائي برشق لها يصمي
وما برحوا بالعذل حتى باذنهم ... لقد سموا في مهجتي رنة السهم
ومن ذلك قول اللبيب محمد الشهير بابن العنز
أراش سهاماً عن قسي حواجب ... وأرسلها للقلب عن قلتي تنبي
وليس سواه قاتلي حيث أنني ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي