الكوراني المدني والشيخ عبد الرحيم بن أبي اللطف القدسي مفتي القدس والشيخ حمزة بن يوسف الدومي الدمشقي والشيخ شمس الدين بن محمد الحصني السيد الشريف الدمشقي وغيرهم وتفوق وبرع وشرع في القاء الدروس بالجامع الأموي وغيره وتزاحمت عليه الطلاب وكثر نفعه وانتفع به خلق كثير وقرأ عليه الوالد في الفقه وغيره مدة وأجازه بمروياته وشملته بركاته ولما توفي الشيخ إسماعيل العجلوني مدرس الحديث تحت قبة النسر في الجامع الأموي وجه التدريس المذكور عليه واستقام به إلى أن مات وآخراً أسكنه سيدي الوالد مدرسته المسماة بالقجماسية بالقرب من سوق الأروام وارتحل إلى الحج ولم يزل على حالته الحسنة إلى أن مات وكانت وفاته في يوم الأحد بعد العصر سادس عشر ذي القعدة سنة سبعين ومائة وألف ودفن في تربة الباب الصغير بالقرب من مرقد سيدي بلال الحبشي وقبره الآن مشهور يزار ويتبرك به ورثاه تلميذه شيخنا المحقق الشيخ خليل بن عبد السلام الكاملي بقوله
مالي أرى الدمع من عينيك منسجماً ... يا نفس ويحك رب العرش قد حكما
صبراً لما أبدت الأقدار محكمة ... والأمر ماض على ابداء ما علما
لهفي على ماجد فاقت فضائله ... حتى رقى رتبة فوق السهى وسما
بحر من العلم يلقى جوهراً رطباً ... حبر حوى الفضل يسمو في العلى قدما
أمام علم كما راضت موارده ... فاقت شمائله حتى سما كرما
قطب لدائرة الأفضال ذو شيم ... عزت وجواً فما كالدر منتظما
قد كان كهفاً لمن رام العلوم فمن ... يقصد حمى فضله يلقاه مبتسما
وكان ذخر الطلاب الحديث حوى ... أعلى الأسانيد طرقاً لا ترى سقما
يا واحد العلم من فقه ومن سنن ... جاءت من المصطفى تجلو لنا الظلما
يا راقياً في كمال عز مطلبه ... بشراك نيل المنى بدأ ومختتما
عليك سح سحاب العفو منهملاً ... ما لاح فجر وما فضل الرحيم مما
ترى مقامك في أعلى القصور وفي ... جنان حسن زها حسناً وقد عظما
حفت به الحور والولدان قائله ... يهنيك ذا سيدي يا من رقا قدما
رضوان وافى بأملاك تؤرخه ... في جنة القرب سامي منزلاً وحما
[صالح الداديخي]
صالح بن إبراهيم المعروف بالداديخي الحلبي الفاضل الأديب الناظم السميدع