ترى الأبصار شاخصة إليه ... وماء الحسن في خديه راقا
تصورت العيون به فأمسى ... كأن عليه من حدق نطاقا
ولم أدر في أي سنة كانت وفاته غير أنه في سنة ألف ومائة وإحدى عشرة كان موجوداً رحمه الله تعالى.
[عبد الرحمن الكفرسوسي]
عبد الرحمن بن محمد بن حجازي الشافعي البقاعي ثم الكفر موسى ثم الدمشقي العلامة العالم الفاضل الفقيه المحقق المتقن أصله من البقاع وقدم والده قرية كفرسوسياً ثم صار اماماً بجامع منجك الكائن في ميدان الحصى بدمشق وسكن المترجم مدرسة الجد العارف الاستاذ الشيخ مراد المعروفة بالمرادية مدة أعوام مشتغلاً بالطلب ولازم القراءة فقرأ على العلامة الشيخ محمد الحبال وانتفع به وكذلك لازم العالم الورع الشيخ الياس الكردي نزيل دمشق ومن مشايخه العالم الشيخ عبد القادر الحنبلي التغلبي وغيرهم وتنبل وتفوق ودرس بالجامع الأموي وكان قاطناً في دار بمدرسة الصادرية الضيق الجامع المزبور من باب البريد وارتحل إلى اسلامبول واستقام هناك مدة وآخراً صارت له افتاء الشافعية بدمشق ولما توفي الفقيه العالم المحدث الشيخ أحمد المنيني الدمشقي وانحل بوفاته تدريس قبة النسر بالجامع الأموي أراد المترجم أخذ التدريس وعالج كثيراً فلم يفد ووجه بمساعدة والي دمشق الوزير الشهير عبد الله باشا المعروف بالشتجي إلى العلامة الفاضل الشيخ علي الداغستاني نزيل دمشق وكان صاحب الترجمة لا يخلو من حماقة ودعوى ويتخاصم مع العلماء في المسائل وبالجملة ففضله لا ينكر وكانت وفاته في جمادي الثانية سنة تسع وسبعين ومائة وألف عن نحو سبعين سنة ودفن في تربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى.
[عبد الرحمن البيري]
عبد الرحمن بن محمد المعروف بالبيري البيروني الحلبي الأديب البارع كان دمث الأخلاق طيب الأعراق له أدبية غضة وسجية خضلة وأخوه الأديب الذي أنجبته الشهبا وتفوق فضلاً وأدبا مصطفى البيري ستأتي ترجمته في محلها وهذا خرج من حلب سنة أربعين ومائة وألف لضيق أحواله فلحق بالقارظين ولم يلق غير خفي حنين ولم يقف له أحد على مكان وكان له شعر بقي في مسوداته