له وغيره ثم ارتحل إلى دار الخلافة اسلامبول في الروم وكان إذ ذاك وزير الدولة الوزير الشهير علي باشا المعروف بابن الحكيم فأهدى إليه المترجم شرحه الذي ألفه على بدء الأمالي وقابله باكرامه وجدواه وصارت له من شيخ الاسلام إذ ذاك رتبة مع تدريس الأشرفية في حلب وأعطى افتاء طرابلس الشام إلى أن مات وكان من العلماء المحققين الأفاضل له يد في غالب العلوم والفنون عالماً فاضلاً متقناً وكانت وفاته في طرابلس الشام تقريباً في حدود الستين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[عبد المولى السيري]
عبد المولى المعروف بالسيري الشافعي الأشعري الطرابلسي مفتي الشافعية بطرابلس كانت له يد في العلوم لا سيما في الطبيعيات والنجوم حتى قيل إنه وصل بمعارفه عند توسط كيوان إلى استحالة بعض العناصر إلى بعض وإلى تقاويم عند أخذ العرض تنبى عن استخراج مجهولات وكان له قدم ثابت في ارصاد الثوابت كما إن له باعاً طويلاً فيما إليه يميل وكانت وفاته في سنة ست وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[عبد النبي النابلسي]
عبد النبي النابلسي الأديب الشاعر البليغ أحد الأذكياء كان له معرفة تامة في التاريخ والأدب وحفظ زائد في أنساب العرب وله ديوان في الشعر الفائق والنثر الرائق وكان ممن تقمص بجلباب الآداب وخاط من المعاني برود اضافية واجتنى زهرات المعارف من رياض الكمالات ومن شعره قوله يمدح صالح باشا النابلسي ابن طوقان حاكم بعلبك ويذكر واقعته فيها ومطلعها
لسعدك اقبال له العز يخدم ... لذا بعلبك لم تزل تتبسم
بدا منك حلم مثل حلم ابن مريم ... فمن كان ذا فقر علاه التنعم
عدلت فكل المترفين تظاهروا ... على من بغى بالجور والشر أبرموا
نووا فتنة خابو بقلة عقلهم ... وقد أظهروا العصيان والنار أضرموا
ومذ جاءهم عكس وظنو بجهلهم ... كظن الزرازير الذين توهموا
أرادوا فساداً للعباد بظنهم ... فأوقعهم في العكس كي يتصرموا
وقد مكروا مكراً فحاق بجمعهم ... ومزقهم ربي وما شاء يحكم
وكم من ليال بالسرور لهم مضت ... وأطغاهم الشيطان حتى تظلموا
وشاهدت فيهم من يقول بجهله ... أيا عصبتي إني على الموت أقدم
وما منهم إلا الغرور أغره ... إذا ما رأى عضباً يولي ويهزم