المحقق قدم دار الخلافة المذكورة ولازم على طريقتهم وأعطى التدريس من شيخ الاسلام مصطفى بن محمد الدري مصطفى ولي الافتاء وكان سلفه وخلفه فيض الله وتولاه ثانياً وسلفه أحمد وخلفه ولي الدين وفي دفعته الثالثة سلفه محمد وخلفه إبراهيم بن عوض وأما والده محمد كان سلفه إسحق وخلفه مصطفى بن فيض الله مفتي الدور وأقرأ وأفاد ولازم الطلبة واشتهر بين علماء الدولة وصار أحد المعلمين الغلمان دار السعادة السلطانية وتنقل في المدارس على عادتهم وكانت وفاته مطعوناً في رمضان سنة سبع وتسعين ومائة وألف والأرزنجاني نسبة إلى أرزنجان.
[عمر الطحلاوي]
عمر بن علي بن يحيى بن مصطفى المالكي المصري الأزهري الشهير بالطحلاوي الشيخ الامام المحدث الفقيه المعمر الأصولي المسند أوحد عصره أبو حفص سراج الدين أخذ عن جملة من الأيمة كالشهابين أحمد البلابلي وأحمد بن أحمد بن عيسى العمادي وسالم بن أحمد النفراوي وأحمد بن الفقيه ومنصور المنوفي وعلي بن أحمد بن عبد الله الحريشي ومحمد الورزازي برواية البلابلي وكذلك العمادي عن سيدي محمد الزرقاني وعن غيرهم وصار له الفضل العظيم والعلم الغض والفضل التام وتصدر للتدريس والفتوي وأقبلت عليه الأفاضل وانتفعوا به فمن جملة من أخذ عنه المحقق عبد الله بن حجازي الشرقاوي ومحمد بن عبد المعطي الحريري والشهاب أحمد بن يونس الخليفي والسيد محمد أبو الأنوار الوفائي وغيرهم وكانت وفاته سنة احدى وثمانين ومائة وألف ودفن بمشهد عظيم بتربة المجاورين رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.
[عمر البقراصي]
عمر بن يوسف الحنفي البقراصي نزيل حمص الشيخ الامام العالم الفاضل الكامل كان محققاً في العلوم العقيلة والنقلية جاء من بقراص بلدة في الروم وقطن في مدينة حمص وعمر الجامع المشهور بجامع النخلة بعدما خرب ودثر صالح ابن أيوب كان خرب جوامع الروضة بمصر ولم يتيسر له الاقامة فيما بنى بها من القصور إذ أدركته المنية بالمنصورة وتركت شجرة الدر جثته فيما بناه مدة حتى جهزوا له حفرته ونقلوه إلى مدفنه في مدرسته وبنى نحو الثلاثين حجرة لطلبة العلم وكان متصدياً لقراءتهم وقراءة الدروس العامة وإحياء العلم في حمص وانتفع به كثير وكان ورعاً كثير العبادة متهجداً في الليالي صواماً زاهداً عفيفاً جرياً في التكلم بالحق توفي