للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما الدر في العقد الثمين مشابهاً ... نظام دراري القول إذ هو قائله

وما صدغه لا الدجى وجبينه ... صباح مسرات سعود أصائله

وما الكوكب الدري لالاء نوره ... بأبهى سنا من عنقه جل جاعله

وما خصره الا نحول محبه ... وما ردفه الا الكثيب يماثله

وما قده الا الأراك إذا انثنى ... ترنحه ريح الصبا وشمائله

وما وصفه من مدنف بمفيده ... نوالاً كما هاج الحمام بلابله

يقولون حاكي الريم والليث سطوة ... ولطفاً فقلنا بل تفوق فضائله

فن أين للآرام لطف طباعه ... ومن أين للآساد ما هو فاعله

وما فتك عضب من كمي على العدى ... بأعظم من لحظ لصب يجائله

يفوق سهم اللحظ والريش جفنه ... فيجرح قلب الصب وهو يغازله

فيا طيب وقت ضم شملاً يقربه ... إذا العيش عض والشباب أوائله

ونور الربا قد كللته يد الندى ... وروض المنى قد نضرته خمائله

وأغصانه تشكو الشمال مرنحاً ... ونرثي لشكواها عليها بلابله

وقد نسجت أيدي النسيم وأبدعت ... دروعاً من الماء الزكي مناهله

ومزق جيب السرد منها صوارم ... تضتها عليه ما تحوك جداوله

وحيث الدجى والزهر تحكي لآلئاً ... على نطع فيروز وشته عوامله

وحيث وميض البرق في طرة الدجى ... كآراء فتح الله فيما ينازله

همام زكا أصلاً وفعلاً ومحتداً ... فربع المعالي الأشرفون قبائله

هو البحر الا أنه من مكارم ... ولجته الاسعاف والجود ساحله

منها

فأقبلت المداح من كل جانب ... على انها لم تحص فيها فواضله

وأنى يحيط الواصفون بوصفه ... وكيف بضبط القطر ينهل وابله

فلا زال كهفاً للأنام وملجأ ... وأحبابه تعلو وينحط عاذله

وله غير ذلك من النظم والنثر وكانت وفاته في دمشق سنة اثنين وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالى.

[عبد الرحمن بن عبدي]

عبد الرحمن بن خليل المعروف بعبدي الحنفي القسطنطيني رئيس الكتاب والدفتري بالدولة العثمانية المشهور أحد الرؤساء وأرباب المناصب المعتبرين ولد بقسطنطينية وبها نشأ وأخذ الخطوط عن الكاتب المشهور حسين الحنبلي

<<  <  ج: ص:  >  >>