هما نيراها فالمقيم بها إذا ... لبعدهما لا شك كان كمشمول
رئيسان ما شام الورى قط منهما ... أذى بل هما للناس أكرم مأمول
سلام على القطر الشآمي وأهله ... لحجرة قوم قدرهم غير مجهول
وكانت وفاته في غرة شعبان سنة احدى وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالى.
[محمد العدوي]
ابن إبراهيم بن إسمعيل بن محمود العدوي الشافعي الدمشقي الصالحي الشيخ الفاضل الكامل الصالح الماهر التقي لازم الشيخ محمداً الغزي الدمشقي مفتي الشافعية بالمدرسة العمرية بالصالحية وسمع عنده حصة من شرح المنهج لشيخ الاسلام زكريا الأنصاري وقرأ عليه عدة كتب في الفقه وغيره وكان له حرص على طلب العلم ومثابرة على مطالعته وبرع في الفقه والنحو وصارت له ملكة تامة في عدة فنون وكان يأتي الجامع الأموي من الصالحية في كل يوم لا يمنعه من ذلك حر ولا برد مع الديانة والصيانة وكثرة الحياء والكف عن فضول اللسان إلى أن مات وكانت وفاته مطعوناً في رجب سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[السيد محمد الطرابلسي]
ابن محمد المعروف بالسندروسي الحنفي الطرابلسي الفاضل النجيب الفقيه تفقه في المسائل وألف كتاباً في أسماء الصحابة وعارض به الأصابة ورمى سهم المعرفة قاصداً حوز الفضل فما أصابه فلم تسلم له دعواه وعورض فيما ادعاه ثم تطلب افتاء الحنفية كشيخه الخليلي فتوجه عليه افتاء طرابلس الشام فما استقامت مدة يسيرة إلا وعزل عنها فكدر عيشه وكثر طيشه فتطلب منصب نيابة حكم الشرع فكانت سبباً لأحراق داره وبعد ذلك رجع وتاب وتبع طريق الحق والصواب إلى أن مات وكانت وفاته في سنة سبع وسبعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[محمد الأيوبي]
أمين بن إبراهيم الأيوبي الأنصاري الدمشقي الحنفي الفاضل الكامل النبيل كان له مشاركة جيدة لا تنكر لا سيما في علم الأدب وله محفوظة قوية ولد بدمشق وبها نشأ واشتغل بطلب العلم على جماعة في مبدأ أمره وبرع وحاز فضلاً وولي رياسة محكمة الباب مرتين وعزل عنها لأمور كان من جملتها أنه في زمن الوزير أسعد باشا المعظم والي دمشق تلاعب مع أهل وقف أهلي وأخذه منهم فلما أخبر الوزير المذكور أمره بأن يتوافق معهم فأبى عن