قيل لما قتل وجد أربعون مملوكاً متزوجين لأربعين جارية كلهم عتقاؤه مع تنظم وجه معاشهم وكان قتله في سنة ست ومائة وألف ودفن بحماة بجانب والده وستأتي ترجمة والده السيد علي وحفيده مصطفى ان شاء الله تعالى.
[الشيخ حسن البغدادي]
حسن بن مصطفى البغدادي القادري النقشبندي نزيل دمشق الشيخ الصوفي المعتقد كان اماماً بارعاً في علم الحقيقة وشهرته في ذلك وله صلاح وتقوى وعدم تردد إلى أرباب الدنيا والانزواء والاشتغال بعلم الحقيقة ولد ببغداد وبها نشأ وكأنت له ثروة ولم يكن أولاً من المتجردين عن الدنيا بل كان أحد الكتاب ببغداد ثم ترك ذلك وانفرد إلى الاشتغال والاكتساب بما يقربه عند الله زلفي وحسن مآب وقدم دمشق هو وأخ له يسمى الشيخ خليل وكان من المتصفين بالعلوم وحج إلى بيت الله الحرام ثم بعد العود قطنا دمشق وقرأ على الاستاذ الأعظم الشيخ عبد الغني النابلسي الفتوحات المكية وقطن المترجم في داخل جامع بني أمية في داخل المشهد الشرقي في دار وحجرة ووجهت عليه من طرف الدولة ببراءة سلطانية ومن بعده على أولاده وذريته بهذا الشرط وصارت له عثامنة أيضاً في الجوال الميرية من طرف الدولة وطنت حصاة شهرته في الآفاق واعتقده الخاصة والعامة واقرأ وكأنت الأعيان تتردد إليه ويزورونه ويقصدون التبرك به وترسل إليه العطايا والهدايا وبالجملة فقد كأنت سيرته حسنة وطريقته مستحسنة وله من التآليف معراج في أحوال الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه ورسالة جواب عن سؤال ورد عليه في بيان لن تراني على لسان القوم السادة الصوفية ولم يزل مستقيماً على حالته هذه إلى أن مات وكأنت وفاته بدمشق في سنة اثنين وثمانين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رضي الله عنه وأرخ وفاته السيد عبد الرزاق البهنسي بهذه الأبيات وهي قوله
بدر المعارف في أفق الشهود سرى ... وغاب عن جملة الأكوان واستترا
لا تحسبوا جنة في ذا الثرى قبرت ... وانما الفضل والتحقيق قد قبرا
بخلوة اللحد مختاراً رضى ملك ... فيالها خلوة يقضي بها وطرا
العارف الأوحدي أعني به حسناً ... يلقى بها الروح والريحان منتشرا
قد قلت اذ زدت فرداً قد قضى أربا ... بجنة الخلد في تاريخه ظفرا
عليه أو في تحيات مباركة ... في روضة تشهدها زاكي الشذا عطرا