أطاح رأسه عنه لكن ما أمكنه أخذ رأس المقتول لكثرة عساكر ابن معن ليأخذه للوزير المذكور فحين عاد قال له الوزير هل قتلته فقاله باللغة التركية فإنه باق أي انظر إلى الدم يعني انه اشارة إلى قتله لحوق الدم إلى من ضربه بالسيف فحينئذ قيل له قنبق بالاختصار وصار لقباً له فلذلك اشتهر المترجم وأولاده إلى الآن ببني قنبق ثم ان والد المترجم اتصل بخدمة متصرف حماه محمد باشا الارنؤد وحظى عنده وتزوج بأم ولده المترجم فنشأ المترجم في حماه وفي حجر والده وحماه مشتغلاً بطلب العلم وتعلم الكتابة التركية ومهر بها فلما توفي والده في حماه ارتحل للروم إلى دار الخلافة قسطنطينية العظمى ودخل للسراي السلطانية ومعه ولده السيد علي الآتي ذكره في محله وهو حديث السن وبعد مدة خرج من السراي بمقابلة خدمته برتبة الخواجكان أي كتاب الديوان بأحد المناصب الكتأبية وهذا الطريق في الدولة يحتوي على كمل وادباء وظرفاء وشعراء ثم التزم حمص وكأنت اذ ذاك خاصاً للوزير الأعظم والآن هي وحماة لكل من يتولى امارة الحج الشريف مالكانة توجه له ثم عاد المترجم للدولة وصار دفترياً ببغداد مدة من الزمان ثم صار دفترياً بدمشق سنتين سنة احدى واثنين بعد المائة وألف ثم استعفى من المنصب واستقام بحماه وكان اذ ذاك متصرفاً في حماة على طريق المالكانة علي باشا ابن محمد باشا الارنؤود المذكور آنفاً وكان بينهما الفة ومحبة أكيدة ومصاهرة بزواج ابنة المترجم إلى ابن الأمير إبراهيم ثم عزل علي باشا المذكور عن منصب حماة وأعطى منصب حماه إلى الشريف سعد بن زيد شريف مكة المكرمة سابقاً وكان ولي أولاً معرة النعمان بأمر من الدولة لأختلاف الحجاز في ذلك الحين وما جرى بينه وبين الشريف بركات شريف مكة فضبط حماة لكنه كان شديد الخلف كثير التعدي بحيث أن أهل حماة قاموا عليه وأخرجوه من البلدة قهراً فوصل إلى معرة النعمان وكتب يشتكي عليهم للدولة العلية وأسند ما جرى إلى المترجم وأفهم بكتابته ان رجلاً يقال له حسن من أهل حماة كان هو السبب في اخراجي وتعزيري وهو مظهر العصيان فتأمر وأوالي حلب بقتله لتنضبط ولم يزد على هذا التعريف لقضاء مصلحته ونفوذ الأمر الالهي وكان ولد المترجم السيد علي الآتي ذكره اذ ذاك من كبار الخواجكان لكنه كان مرسولاً من طرف الدولة رسولاً المعبر عنه بالايجي إلى بلاد النصارى النمسة ولم يبلغه قتل والده الا بعد سنة حين عاد ثم أرسلت الدولة أمراً سلطانياً بقتله فقتل المترجم في حماة بداره وهو في حالة النزال لمرض اعتراه وسنه متجأوز الثمانين وكان صاحب ثروة كثير الصدقات محباً لاشتراء المماليك والجواري حتى