مراراً وجمع في الفتأوي كتاباً حافلاً يسمى الفتأوي الأسعدية عليها المعول في بلاد الحجاز وله تحريرات كثيرة كان يكتبها على هوامش الكتب ولتلامذته على الكتب المقروءة عليه تحريرات معزوة إليه وبالجملة فقد كان من أفراد الدهر في علم الفقه ومعرفة الوقائع وتحرير الأسئلة والأجوبة ولم يزل على أحسن حال إلى أن توفي وكأنت وفاته سنة ست عشرة ومائة وألف ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى.
[أسعد الحرستي]
السيد أسعد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن مصطفى الحرستي الأصل الدمشقي الشريف لأمه الذكي المتفوق الشيخ الفاضل الكامل الفقيه الفرضي البارع كان دمث الأخلاق له يد طائلة في المسائل الفقهية وله مشاركة في غيرها قرأ على المشايخ وحصل وتخرج على يد العالم الشيخ علي التركماني وقرأ عليه وصار كاتب الفتوي مع المزبور عند المفتي حامد العمادي ثم عند والدي رحمه الله تعالى لكون والده الشيخ أحمد كان كاتب الفتوى عند العمادي المذكور وكان والده من الأفاضل الفقهاء الفرضيين ورأيت لجده رسالتين ألفهما في الفرائض وكان قرأ في هذا الفن على العالم الشيخ كمال الدين ابن يحيى الفرضي الدمشقي المتوفي في سنة ثمان وثمانين وألف والمترجم صار في آخر أمره من الفقهاء البارعين غير أن والده كان يتغضب عليه فلذلك لم يبدر قمر حظه في سماء الاشراق ولم يزل يتجرع من دهره المصائب بدهاق وكان عليه عدة وظائف منها امامة السنانية وغيرها ولم يزل على حالته إلى أن مات وكأنت وفاته في سنة اثنين وثمانين ومائة وألف عن نيف وخمسين سنة رحمه الله تعالى.
[أسعد البكري]
أسعد بن أحمد بن كمال الدين وتقدم ذكر والده الصديقي الحنفي الدمشقي الرئيس الفاضل الهمام المقدام الكامل البارع الألمعي كان صدر أعيان دمشق وواحدهم ممن تسامى وعلا واشتهر ذكره وشاع صيته من ذوي المفاخر والمحامد الرؤساء الأجلاء مقبول الشفاعة عند الحكام معتبراً موقراً لدى الخاص والعام وبالجملة ففضائله ومحامده تكاثرت واشتهرت في وقته مع الجاه العريض والرفعة والشان والسمو للمعالي ولد بدمشق تقريباً في سنة ثلاث وستين وألف وبها نشأ وترقى ومهر وتفوق وابتهجت به الأوقات وازدان به الدهر وأينع روض سعوده وبسق غصنا يترنح في خميلة السيادة والسعادة تؤمن الوفود وتقصده الأفاضل والمداح