ما أكمل السنة فكان الأمر كذلك توفي يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر سنة احدى وثلاثين ومائة وألف ودفن بباب الصغير رحمه الله تعالى.
[علي الواعظ البرادعي]
علي بن أحمد بن محمد بن جلال الدين المعروف بالبرادعي البردعة والبرذعة بمعنى البعلي ثم الدمشقي الصالحي الشيخ العالم الفاضل العلامة كان من أفراد الوعاظ ولد ببعلبك في سنة اثنين وتسعين وألف وبعد ثلاث سنين جاء والده وجده إلى الصالحية بدمشق وسكناها وأخذا لهما دار بالشراء واستوطناها وكان والده وجده من الحفظة وجده العلى جلال الدين من العلماء الأجلا بمدينة بعلبك وهم طائفة كبيرة ويقال لها بيت جلال الدين والمترجم قرأ القرآن وحفظه على السبع وكان يقرؤه في كل يوم وليلة مرة وفي رمضان يختم ليلاً ونهاراً أربعة وستين ختماً وفي صلاة التراويح ختماً تفقه بشيخه أبي المواهب الحنبلي الدمشقي وقرأ عليه كثيراً وكان لا يفارق دروسه في غالب أوقاته فانتفع به وقرأ على السيد إبراهيم بن حمزة النقيب في الحديث والمعقولات والمعاني والبيان وانتفع منه كثيراً وقرأ أيضاً على الشيخ الياس الكردي نزيل دمشق في المعاني والبيان والتصريف والمعقول والمنقول وقرأ جامع الصغير والبخاري على الشيخ يونس المصري مدرس قبة النسر وأخذ عنه الحديث وقرأ عليه كثيراً ولازم درسه حتى مات وكان يحبه كثيراً وقرأ على الشيخ إسمعيل اليازجي الدمشقي وأخذ عنه علم الفرائض وكذلك على الشيخ عبد القادر التغلبي الدمشقي واجتمع بعلماء كثيرين وأخذ العلم وسائر الفنون عن شيخه الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي فإنه كان يحبه وينسر للقائه قوله وينسر لعله يريد يسر للقائه على ما لم يسم فاعله ويقرئ ولدى ابنه الشيخ إسمعيل وهما الشيخ طاهر والشيخ مصطفى بأمر منه ولما توفي الأستاذ غسله الشيخ علي بيده وكفنه وآواه التراب بوصية منه وأقرأ الشيخ علي المترجم في مدرسة العمرية وفي داره وبين العشائين في الجامع الجديد فأخذ عنه أناس كثير وقرأوا عليه وكان له مجلس وعظ تحت القبة على باب المقصورة بعد صلاة الجمعة صيفاً وشتاءً وخريفاً وربيعاً وكان يخطب في جامع السنانية ويؤم بالمدرسة العمرية وكان إذا وعظ يجتمع عنده خلق كثير من أهالي دمشق ومن الغوطة والضياع يقصدون الحضور للسماع وكان صوته عالياً إذا وعظ يسمعه غالب من في الجامع وهو يعظ من غير كتاب ولا يخطي ولا يغيب عن ذهنه شيء لشدة حفظه وإذا قرأ العبارة مرة واحدة يحفظها ولا تغيب من حفظه ولم يزل على حالته هذه إلى أن مات وكانت وفاته في سابع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائة وألف ودفن