وله مشجراً
عهدي على أني المقيم بعهده ... ولو أنه قدّ الفؤاد بقدّه
بأبي وبي أفديه بدراً مشرقاً ... بدر السما أضحى لديه كعبده
درى الثنايا تحت شفته بدا ... خال توارى من تلهب خدّه
أصلى الفؤاد بنار وجد أضرمت ... لا تنطفي إلا بمرشف برده
لي في هواه شواهد دلت على ... تلفى برقة خصره وببنده
لا أنتهي عن حبه لو قطعت ... أحشاي من جور الغرام وصدّه
هو بغيتي بل منيتي ومنيتي ... وضلال قلبي فيه غاية رشده
وله مضمناً
وتكللت وجنات من أحببته ... عرقاً ففاح المسك من نفحاتها
وأتت عوارض حسنة تبدي لنا ... قسماً بروضة خدّه ونباتها
وله من الدو بيت قوله
من سيج ورد خده بالآس ... حتى مرضي أعياه طب الآسى
أقسمت عليك بالهوى يا أملي ... دارك رمقي ولا تكن لي آسى
ومن معمياته قوله في حسن
يا أخا الوجد لو تعاين ما بي ... كنت ترثى لحالتي وشجوني
وجه حبى مع الظعائن سارا ... فاتنالي وحاجب مقرون
وقوله في يونس
رب بدر سبي الأنام بحسن ... وبقد كغصن بان تثنى
قالت الشمس منذ لاح مضيئاً ... هو أرقى من نور وجهي وأسنى
وقوله في صالح
بالروح أفديه حبيباً غدا ... ناء عن المضنى بلا ذنب
من لحظه والقدّ لا تسألوا ... ما منهما قد حل بالقلب
وله غير ذلك ولم أدر وفاته في أي سنة كانت غير أنه في سنة احدى عشرة ومائة وألف كان موجوداً رحمه الله تعالى.
[السيد محمد الكردي]
ابن عيسى الحسيني الحنفي الكردي الأصل القدسي هذا الأديب افتر ثغر الزمان عن درره وابتهج بما يبديه من لطائف نظامه ونثاره كان شاعراً فاضلاً له واسع اطلاع