وتاه فيه فكرك فضع عمامتك قدامك واقبض على لحيتك الشريفة تجده أمامك بغير تفكر ولا تحير أخواته توجد في قول الشاعر
لا تعجبوا من بلى غلالته ... قد زر أزراره على القمر
أجيبوا يا كرام ومني لكم أشرف تحية وألف سلام ومن نثره أيضاً ما كتبه للمولى محمد سعيد الشهير بقرا خليل زاده وهو اذ ذاك صدر الروم الحمد لله ملهم الحمد وصلى الله على رسوله محمد وآله الكرام ما هدر حمام ودر هطال وكر عصر ومال مطلع أسرار العلوم والأعمال وملمع سواطع سماء المحامد والآمال مصد دوائر العلماء الأعلام ممهد أحكام الحلال والحرام موطئ دلائل العدل مدمر أهل المكر والعلل وأحد العصر أوحد الدهر.
علم وحلم والوداد له حلا والرحم والاعطاء والاطعام محمد الاسم محمود الرسم طود السعد والسعداء حسام الله مطحطح الحساد والأعداء عماد الدول الأعصم عصام الملل الأكرم.
مداح كساها الدر وهو معطر حلل السماح ممسكاً ومعوداً كامل الأطوار والأحوال حاسم أهل الأهواء والأهوال دام أمره مطاع لهدر دماء آل الوسواس وهدم صوامع أهل الأسواء والرعاع ألا وهو صدر الروم وعالمها وممهد أحكام الله وعاملها أطال الله عمره وأدام للعالم حكمه وأمره وحرسه وحماه وسلكه مسلك حماه والمأمول أعطاه ما سمح كرمكم لمملوككم ولد محرره محمد سعد الله سلمكم الاله ولكم الدعاء والسلام ماكر العصر ودام الدهر وكانت وفاة صاحب الترجمة في نيف وسبعين ومائة وألف في أحد قصبات الروم وكان قاضياً بها رحمه الله تعالى.
[سليمان المحاسني]
سليمان بن أحمد بن سليمان بن إسماعيل بن تاج الدين بن أحمد المعروف بالمحاسني الحنفي الدمشقي الخطيب والامام بالجامع الأموي الأديب الحاذق الذكي النبيه كان مطبوعاً سخياً له فطنة وقادة وتحصيل للكمالات ولد بدمشق في سنة تسع وثلاثين ومائة وألف وبها نشأ وقرأ على جماعة من مشايخها وبالجملة فقد كان من كمل الناس يتفحص عن الوقائع الأدبية ويكتب ما يستحسنه منها ويشتري الكتب ويقابلها على غيرها ويضبطها ضبطاً حسناً بخطه وكان لطيف العشرة حسن المطارحة عفيف النفس وارتحل إلى دار الخلافة في الروم وصرف بها مبلغاً من الدراهم وباع