مباحث وله آداب فائقة وأشعار رائقة دونت في مجاميعه وكانت وفاته بحلب في اثنين وعشرين من الحجة سنة تسع وتسعين ومائة وألف ودفن في مقبرة الحجاج خارج بان قوسه رحمه الله تعالى.
[عبد القادر الكدك]
عبد القادر بن خليل المدني الحنفي الشهير بالكدك الشيخ الفاضل الأديب الناظم الناثر الأوحد المفنن أبو المفاخر زين الدين قدم دمشق سنة تسع وسبعين ومائة وألف واجتمع بوالدي وامتدحه وألف رسالة باسمه سماها كيد الصروف عن أهل المعروف وله شعر لطيف ينبئ عن قدر في الفضائل منيف منه قوله مادحاً والدي
أرح العيس رفقة بفؤادي ... وأنخها فقد وفدت بوادي
واخلع النعل فهو أقدس واد ... جئته في الورى وأشرف نادي
وتأدب فذا مقام علي ... ومقام لديه كل مراد
قد علا ذكره بأوج علاء ... فلهذا بالندى إليه ينادي
حرم آمن لمن حل فيه ... وسواء لعاكف أو بادي
فتعلق بذيل كعبة مجد ... طاف قلب الورى بذاك السواد
كم رنت في الورى إليه عيون ... واطمأنت له قلوب العباد
حل في داخل القلوب ولكن ... عن عيون الأنام بالمرصاد
كيف لا ينجلي بكل فؤاد ... وتجلي لنا بسود العواد
قدسي حسنه الورى وتولى ... في قلوب العباد والعباد
فترى حوله الورى دار طرا ... خاضعي الرأس ناكسي الأجياد
هم جميعاً لهم مقاصد شتى ... وهو للكل بغية المرتاد
عائد الكل منهم صلة المو ... صول حالاً من وصله المعتاد
فاصرف القصد نحوه في الورى ... ملتزماً ركن بابه باستناد
فهو باب السلام من كل صرف ... لصروف الزمان والانكاد
واسع نحو الصفا وهرول لدى ... باب علي فذاك باب المراد
رب بيت ولا كبيت علي ... وعلى داخليه نور بادي
لا تحج القصاد إلا إليه ... كيف لا وهو قبلة القصاد
قل لمن أم ذلك البيت ذا بو ... م المنى وهو أعيد الأعياد